Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
8 novembre 2012 4 08 /11 /novembre /2012 09:36
 

جمرة الأمل تنتفض من تحت "رماد"... رحلة في "عاصمة الثورة"


 
 
طفلة من حمص القديمة - عدسة شاب حمصي
 
 
يعيش قرابة الـ 800 عائلة تحت وطأة حصار خانق وتجويع وتهميش بالغ بلا ذنب، سوى لأنهم سألوا الحصول على حريتهم فكان جواب النظام قصفاً و تدميراً وحرماناً من أبسط الحقوق.
و صارالوضع المأساوي لأهالي حمص المحاصرين حديثاً على ألسنة المهتمين من السياسيين المعارضين،و المنظمات الدولية لحقوق الإنسان و الهلال و الصليب الاحمر اللذين كسرا مؤخراً حصاراً استمر نحو نصف عام، ولكن دون فائدة تذكر.
يدفع المجتمع السوري والحمصي خاصة فاتورة باهظة الثمن من دماء شبابه المهدورة بسلاح وٌجد للدفاع عنه، و من شظف لا يفارق ما تبقى من حياة الشيوخ و النساء، و من أطفال صارت البارودة و المسدس و عسكر وحرامية ألعابهم المفضلة،وساحات الدمار و الخراب أصبحت ملاعبهم مكرهين.
أما المدارس فقصتها جرح كبير ينزف ضياعاً لمستقبل أطفال تحيدهم كل شرائع الدنيا عن ساحات الوغى،إلا في المدينة التي تلون حاضرها بلون حجارتها،فمدارسهم بقايا بيوت أو مساجد تنتظر نصيبها من قذائف القصف،حيث يلقنهم النظام درساً يومياً لمن يفكر بمعارضته.
في الوقت نفسه يعرف الأطفال من أبناء الأحياء المحاصرة أن أترابهم في أحياء الموالاة لم ينقطعوا عن مدارسهم، يعيشون و أهلهم حياتهم الطبيعية إلا إذا أزعجهم صوت قذيفة هنا أو دوي صاروخ هناك أثناء نزولها على "الإرهابيين" القابعين في أحياء المعارضة.
أطفال يرضعون المبادئ الثورية 
" لو عرف الطاغية أن المدن لا تموت، لما تكبد كل هذه الخسائر" يقول (أبو تراب)  لـ"زمان الوصل" مؤكداً أن الإيمان بأن العلم أقوى من أي سلاح، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مدرسة لتعويض أبناء المناطق المحاصرة التي حرم أطفالها من مدارسهم و كتبهم،ومن أبسط حقوقهم.
يخبرنا أبو تراب عن المدرسة التي أنشئت بجهود بعض الشباب المثقف وبدعم من بعض القيادات العسكرية في المدينة القديمة، مشيراً إلى أنه ومجموعة متطوعين يشرفون عليها و يعملون بها بعد التأسيس، و كشف أنه و كل من الشيخ بيبرس, الأستاذ باسل, والمعلمة نور) هم أصحاب الفكرة و يأخذون على عاتقهم إعطاء الدروس للأطفال.
تقول المعلمة نور إن الظروف الصعبة "أجبرتنا على اختيار أحد البيوت الأقل خطراً" فتم جمع الأطفال في منزل عربي واسع نوعاً ما،حيث تٌستخدم ساحات البيت كباحة للعب بينما ستكون غرفه صفوفاً للتدريس.
و تتابع بأن المواد الجاري تدريسها مستمدة من المناهج السورية القديمة،مع التركيز على المبادئ الثورية،فيتعلم الأطفال مبادئ الحساب واللغة العربية وبعض الأساسيات في العلوم مع إعطاء أوقات لا بأس بها لممارسة الألعاب في محاولة لإخراجهم من الحصار الذي يعيشون "لعلهم يتذكرون جزءاً -ولو قليل - من طفولتهم المخنوقة داخل طوق الحصار".
لا صوت يعلو على ضحكة طفل 
و ينقل الاستاذ باسل مشاهداته عن سوء الحالة النفسية للأطفال،إذ بدأ يظهر عليهم علامات الوحشة والكآبة فكان لابد من عمل شيء لإخراجهم من هذه الحالة،فكانت فكرة افتتاح المدرسة "لنفاجأ برغبة عارمة لدى الأهالي لإرسال أبنائهم رغم الأوضاع المتردية حيث لم يتوقف القصف طيلة 137 يوماً".
و يضيف أن الأطفال كانوا يشعرون بالخجل ويميلون للعزلة بداية افتتاح المدرسة،غيرأنهم مالبثوا بعد فترة أن بدأوا يستمتعون بوقتهم، " ونحن بدورنا شكرنا ذويهم على ذلك وهم يتعاونون معنا بشكل مطلق".
بيبرس لم يمتلك وقتا كثيرا للكلام فالأطفال كانوا يلعبون معه ويتقافزون على كتفيه في حين كان يحتضنهم ويلاطفهم كأب لهم،و يرى فيهم "مستقبل المدينة ولديهم طاقات ومواهب عظيمة كاد الحصار أن يقضي عليها".
نور عقبت على كلام باسل بأن بدايتها مع الأطفال كانت مخيفة، فأفكارهم لم تتعدَ القصف والقنص والانفجارات الأمر الذي حد من استخدام الأطفال لمخيلاتهم كما يفعل كل الأطفال الآخرين في سن مماثلة حتى ألعابهم لم تعدوا كونها معارك مختلقة تدور بين جيش حر وآخر معتدٍ ينتصر في نهايته الأحرار.
و يعاود أبو تراب الحديث ليصف المفارقة في القصة المؤلمة التي بثت فيه روح التفاؤل" فلقد رأيت النور يشع من مركز تعليمي أسس بإمكانيات معدومة على أيدي شباب من مدينتي يتحدى ظروف الحرب والحصار والقلة والانعدام الكامل للأمن والانفجارات المتتالية لبراميل ال (TNT) حيث باتت ضحكات الأطفال تعلو على أصوات الانفجارات وإرادتهم للحياة تنتصر على جرار الموت".
و يختم الناشط الصحفي "في سوريا فقط نتحدى الموت والدمار وننشر منه للعالم النور والعلم والحب على أيدي شباب اتهموا بالعنف والتطرف وكثير غيرها من الأوصاف وحرموا من حقهم بالوصف الذي يليق بهم بأنهم خلاقون".


حمص - زمان الوصل
Partager cet article
Repost0

commentaires