Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
8 novembre 2012 4 08 /11 /novembre /2012 09:27

السوريون ينتقلون إلى "إقتصاد البسطات" بفعل الدبابات

 

 

 تسببت الحملة العسكرية التي تجتاح معظم المدن السورية، بتوقف إنتاج غالبية المصانع،وانقطاع الطرق الداخلية أمام البضائع، فانشلّت حركة التصدير تقريباً. و إحتلال الأسواق الرئيسية في بعض المدن وتدميرها في البعض الآخر من قبل الجيش النظامي،كلها أسباب والنتيجة واحدة. عشرات آلاف من العاطلين عن العمل وارتفاع أرقام معدلات البطالة (المرتفعة أصلاً)بشكل خيالي منذ اندلاع الثورة في البلاد ما أجبر الكثيرين إلى البحث عن مصادر جديدة للرزق رغم الأخطار التي تتهافت على الناس من كل حدب وصوب. وفي الوقت الذي يبحث فيه السوريون عن ملاجئ تقيهم شر القصف والإشتباكات التي تشهدها معظم مناطق البلاد، تستمر الأسعار بالتحليق عالياً في فضاء الأسواق المحلية التي بات الذهاب للتسوق فيها من ذكريات الماضي بالنسبة لشريحة كبيرة من السوريين،وذلك في ظل الإنهيار التدريجي للإقتصاد السوري مع بداية الثورة الشعبية في البلاد ضد نظام الأسد. مشهد مألوف لم يعد غريباً أن تشاهد الباعة الجوالين وأولئك الذين يتخذون من الأرصفة مكاناً لعرض بضائعهم(البسطات) في مختلف أنحاء المدن السورية ولا سيما العاصمة دمشق،حيث لا يزال مركز المدينة فيها يحافظ على ما تبقى من الأمان والحركة شبه الطبيعية خلال ساعات النهار،إذ تنتشر تلك البسطات في أهم شوارع العاصمة كالحمراء والصالحية وغيرها من شوارع المدينة. وليس هذا هو حال العاصمة فحسب بل إن أغلب المدن التي تشهد حراكاً عسكرياً بات الأمر فيها مشابهاً، من حيث لجوء الناس إلى بعض الأحياء الآمنة في تلك المدن ليجعلوا من أرصفتها مكاناً لعرض بضائعهم في محاولة منهم للحصول على لقمة العيش. من ناحية أخرى وللأسباب نفسها تقريباً بالإضافة إلى الإنهيار الواضح في الإقتصاد السوري،وإنخفاض قيمة العملة السورية بشكل ملحوظ ولا سيما بعد العقوبات الغربية والعربية على النظام السوري،كل هذا أسفر عن فتح المجال أمام الأسعار في الأسواق المحلية للتحليق عالياً،فتضخمت الأرقام القياسية لأسعار المستهلك بنسبة 39.49 % حتى نهاية شهر آب 2012 مقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضي حسب المكتب المركزي للإحصاء،فيما يؤكد إقتصاديون أن هذه الأرقام تضليلية وأن معدل التضخم على الأرض هو أكثر بكثير من هذه الأرقام. لدينا تشكيلة واسعة في الخارج وائل الأحمد مندوب مبيعات لشركة توزيع أدوية بحمص،يسرد بعض التفاصيل عن أسباب توقف عمله بعد اندلاع الثورة في البلاد، بعدما " أصبح من الصعب الوصول إلى عدد من المناطق في المدينة". يقول وائل لـ"زمان الوصل": بعد أن اضطررت لترك عملي والنزوح من منزلي في حي الخالدية إلى حي الوعر الذي يعتبر هادئ نسبياً قررت أن أبيع الأحذية على بسطة في الحي لتأمين مستلزمات العائلة"، و هذا لا يعني أن الخطورة انتهت،إذ يعتبر أن عناءالذهاب إلى دمشق وتسوق الأحذية من بعض مصانعها لا يقل خطراً عن مدينته المنكوبة، ليعود ويبيعها "إذا كتبت لنا السلامة"في أحد شوارع الوعر،ممنياً نفسه بالتغلب على متطلبات الحياة. و يستطرد وائل بشرح خطورة الذهاب إلى دمشق والأسعار المرتفعة للسلع ويؤكد أن هناك الكثير من أبناء المدينة ومنهم أصحاب محلات معروفة في منطقة السوق قد قاموا باللجوء إلى البسطة، لأن رأس مال البسطة يقتصر على ثمن البضائع الموجودة فيها دون الحاجة إلى دفع أجرة محل أو مصاريف أخرى كالديكور وفواتير الكهرباء. ويضيف" بعد عدة أشهر من النزوح أصبحت شوارع أحياء الإنشاءات و الوعر و الغوطة بحمص مكتظة بالبسطات التي تجد فيها معظم المستلزمات اليومية، فتلبي هذه الأسواق الصغيرة رغبة غالبية عظمى من المواطنين". سؤال العاصمة بالإنتقال إلى شوارع العاصمة دمشق نجد الأمر مشابهاً مع شارع الحمراء وشارع مساكن برزة الرئيسي وأبواب المساجد الكبيرة حيث تجد عشرات البسطات تملأ الأرصفة هناك، مع ملاحظة التنوع الأكبر في البضائع المعروضة،إلا أن السبب الكامن وراء انتشار هذه البسطات هو نفسه، فالجميع يحتاج إلى تأمين الطعام ومتطلبات الحياة الضرورية. في ظل هذا الإنهيار الكبير في الإقتصاد السوري والتزايد الكبير في معدلات البطالة وارتفاع الأسعار بشكل خيالي ولجوء المواطنين إلى هذا النوع من الأعمال غير المنظمة يبقى الباب مفتوحاً أمام العديد من التساؤلات أهمها كم من الوقت سيحتاج السوريون لبناء اقتصادهم مرة أخرى بعد سقوط نظام الأسد.

 عمر الأتاسي - دمشق - زمان الوصل

Partager cet article
Repost0

commentaires