Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
27 mars 2012 2 27 /03 /mars /2012 18:04
فرز في البحرين: يسار مهادن، ويسار مناضل
نشر في‫:‬الأثنين, اذار 26, 2012 - 12:48
عن صفحة ائتلاف شباب اليسار البحريني على الفايسبوك
إئتلاف شباب اليسار البحريني
ترجمه‫/‬ته الى العربية‫:‬
المصدر‫:‬

يصدر هذا البيان استكمالا لمسيرتنا نحن شباب اليسار البحريني، ونؤكد من هذا المنبر لشعب البحرين اننا صامدون لمطالبكم المحقة في الحرية والديمقراطية... ففي يوم 20 مارس الحالي أقدمت ما تعرف باللجنة الوطنية المعينة من قبل النظام البحريني تقريرها لتنفيذ توصيات لجنة بسيوني.
فيوما بعد يوم نشهد صحة استقرائنا السياسي للوضع البحريني المحلي والاقليمي في المنطقة لنحيط شعب البحرين على خبث هذا النظام من خلال حباكة المصيدات لبعض ضعاف القلوب والمنافقين السياسين لجذبهم نحوهم عبر فتح باب حوار فاشل يمحو ربيعنا العربي للحرية الحقيقية والنظام الديمقراطي المتطور السياسي.

نحن شباب اليسار البحريني نصدر هذا البيان لنوضح فيه فقدان واحتراق القاعدة الشعبية لما يعرف برئيس جمعية التقدمي التي تحمل الفكر الماركسي اللينيني العلماني، فبعد دخول الدكتور حسن مدن هذه اللجنة اضفت شرعنة النظام واحتواءه مصيدة يعدها مستشاري الحكومة والنظام لجذب الجمعيات السياسية المعارضة.

ولنا ان نتسائل عن ماهية تعدل صفوف التقدمي وترجع الوجه الحسن لتنظيم عريق مثل الجبهة وان مكارثيي ومثقفي السلطة الذين سيطروا على التقدمي في مرحلة تاريخية أطاحت فيها معظم الاحزاب السياسة والنضال الحقيقي في المنبع الحقيقي للحرية والديمقراطية اليسارية الشعبية.

واذ اننا نأسف لتخلف الجمعيات الشبابية التي تعد امتدادا للاحزاب اليسارية في البحرين المتمثلة بجمعية الشبيبة البحرينية وجمعية الشباب الديموقراطي المعروفين بعلاقتهم الوطيدة لجمعية المنبر التقدمي ووعد والتي من المفترض ان يشكلوا الوجه الحقيقي والامتداد لاتحاد الشباب الديموقراطي البحريني (اشدب) واتحاد طلبة البحرين (اوطب)، المعروفين بنضالاتهم التاريخية في الخارج والداخل من أجل الشباب والطلبة البحرينين.

كما نستغرب صمتهم منذ بداية هذه الثورة في ١٤ فبراير التي انطلقت من الشباب البحريني المكافح في سبيل الحرية والديموقراطية وسقط فيها الكثير من الشباب وفصل العديد من الطلبة الذين يتعرضون للمحاكمات حتى يومنا هذا ليركبها ضعاف القلوب وعباد السلاطين من شرذمة المعارضين والسياسيين الجهلة، ونتسائل اين الدور الفعلي لهذه الجمعيات الشبابية ودورها في هذا الحراك الوطني الشعبي الذي يهتم بكل فئات ومكونات هذا الشعب، فالى متى الصمت يا يسار؟

كما ندعو كافة شرائح الشعب لمواصلة النضال من اجل كامل الحقوق التي هي في واقع الامر حق مشروع وليس منة من طواغيت العرب المدعومين بالرأسمالية والامبريالية الفاسدة، ونهاية نعزي عوائل الشهيدين أحمد عبد النبي والشهيدة الحاجة عبده الذين هم من روى بدماءهم ربيع البحرين لتفوح منه عبير الكرامة والعزة والنصر القريب.

عاشت نضالات شعبنا المخلص، وعاش شهداء الوطن العظماء

Partager cet article
Repost0
27 mars 2012 2 27 /03 /mars /2012 18:01

النص الكامل للمقال الصحفي الذي كتبه عاصي أبو نجم ونشرته الاخبار اللبنانية واضطرت لاسباب فنية الى حذف بعض فقراته .

 ائتلاف وطن.

 عاصي أبو نجم.

 يبدو أن توق المواطن السوري الى الحرية، قد فجر صبر القوى والتيارات المدنية والسياسية الى الديمقراطية، فظهرت جليا في سلوكهم، كيف لا وهي ما كانوا بها يحلمون، يهجسون بها ويقاتلون من أجلها، واليوم يصابون بكل عاداتها، فهم شديدو التلون والاختلاف، يبحثون عن ذواتهم في مرايا الآخر، فيتشابهون ويختلفون، ويسعون الى التوحد والتجمع ضمن أطر تتوسع يوما بعد يوم وتضم اليها المزيد من التعابير السياسية والمدنية، من قوى وأحزاب وحركات ولجان وتنسيقيات، بغرض التكاتف اذ أن خلو الساحة لما يزيد عن العقود الخمسة، خلف فراغا كبيرا كان قد تم ملؤه بمؤسسات حزب البعث العربي الاشتراكي قائد الدولة والمجتمع وكاتم أسراره، وحظر العمل السياسي العام عقب استلام الرئيس الراحل حافظ الأسد مقاليد السلطة في سوريا. 

منذ اندلاع الانتفاضة السورية تم احتلال الشارع السوري من قبل الناس فعليا ومجازيا، وعادت السياسة الشغل الشاغل للسوريين، وابتدأت القوى تتشكل وفق مقتضيات محلية وثقافية وبحكم الضرورة المطلبية أيضا، ووجدت لنفسها مجالات عمل شديدة الثراء، فاشتعلت المخيلة ونشطت الأحلام الكبرى على وقع يوميات الانتفاضة السورية، وتشكلت المجالس والهيئات من القمم ومن القواعد، تقاطعت وتضاربت وخونت وفككت، ثم أعيد انتاجها مرارا وتكرارا، ضمن قواعد التكيّف والصلاحية والقدرة على تلقف نبض الشارع وتوجيهه، وانعكست قوتها في مصداقيتها وقربها منه وملامسة أوجاعه. 

تجدر الاشارة قبل الخوض في تفاصيل الائتلاف بأن جميع القوى المنتسبة اليه في الداخل السوري تعمل تحت ظروف شديدة الصعوبة من الناحية الأمنية، يضاف الى ذلك شبه استحالة عقد مؤتمر موسع يشمل جميع المندوبين والأعضاء. وغالبا ما تكون الاسماء المعلنة هي لشخصيات اعتبارية داخل أو خارج سوريا.

 ضمن هذا السياق أعلن عن ولادة ائتلاف وَطَن بتاريخ 13-2-2012 في دمشق وهو يضم مجموعة من القوى والحركات المدنية والاجتماعية والسياسية حديثة التكوين بدورها، اذ يرجع الفضل الى الثورة السورية في خروجها من ساحة المخيلة العطشى للعمل في الفضاء العام، الى واقع الفعل السياسي المدني وذلك " بهدف تعزيز الانخراط في ثورة شعبنا السوري والمساهمة في تذليل العقبات التي تعترضها، من قبيل المساهمة في إنتاج رؤية سياسية للثورة، وردم الهوة بين القوى السياسية والحراك الشعبي، وتعزيز السلم الأهلي" كما ورد في بيانه التأسيسي، والذي يحدد هدف الثورة السورية باسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تتطلب لبنائها اقامة أوسع تحالف ممكن يضم "كل فئات شعبنا وأطيافه وتعبيراته السياسية." ويصف البيان الثورة السورية بثورة الحرية والكرامة ويرفق ذلك بكونها تعبر موضوعيا عن مصلحة الشعب السوري فهي استجابة " لتحقيق مطالب الشعب في الخلاص من الفساد والنهب وإخفاق التنمية وهدر كافة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية." وهو يركز على كون الطابع السلمي للثورة " قيمة أخلاقية تتفوق فيها على النظام القمعي الوحشي وإستراتيجية ناجعة في مواجهته." والحرص على انجازها "بالقوى الذاتية للشعب السوري العظيم"، ويميز في كون ما يحدث من انشقاق عسكري ضمن مؤسسة الجيش والقوى الأمنية هو استجابة لدوافع أخلاقية سياسية، ونتيجة "لإقحام الجيش في قمع أخوته وأهله." وضرورة تابعية الجيش الحر للقيادة السياسية المفرزة من قوى الثورة. وتناول البيان التأكيد على حقوق الأقليات القومية في إطار الوحدة الوطنية، والحرص على إقامة علاقات متوازنة مع كل دول المنطقة والعالم، في بادرة حسن نوايا وعتب تجاه " الدول التي تقف الآن إلى جانب النظام" ودعوتها الى مراجعة حساباتها وربط مصالحها مع مصالح الشعب السوري، واستثنى البيان من دول العالم اسرائيل التي تحتل أرضا سورية وأكد عل أن " التأكيد على أنَّ تحرير أرضنا المحتلّة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لتقرير مصيره ليس محلاً لأيّة مساومات في سياق إنجاز الثورة." ويحمل البيان النظام السوري مسؤولية التدخل العسكري الخارجي من خلال "إصراره على الإيغال بالخيار الأمني الوحشي, ورفضه الإصغاء إلى مطالب الشعب السوري."

 وقد وقع على البيان التأسيسي تسع قوى مدنية وسياسية هي:

 1- حركة معاً من أجل سوريا حرة وديمقراطية. 2- اللقاء الوطني. 3- الكتلة الوطنية في سورية. 4- تيار مواطنة. 5- ائتلاف اليسار السوري. 6- لجنة العمل الوطني الديمقراطي في جرمانا. 7- رؤية للتغيير. 8- اليسار الثوري في سوريا. 9- لجنة دعم الثورة السورية. 

وتجدر الاشارة الى أنه وعقب الاعلان عن البيان التأسيسي السابق فان مجموعة أخرى من الحركات المماثلة قد قامت بالتوقيع عليه لاحقا وهي: 10- حلم. 11- تجمع الطريق. 12- المبادرة الوطنية في جبل العرب. 13- كوادر من الشيوعيين في جبل العرب. 14- حركة التنوير المدني.

ونجد عند مقارنة هذه الحركات أن ما يجمعها هو عوامل عدة، تبدأ بتشابه طرق عملها، وتقارب رؤاها السياسية، ونزوعها الى العمل المدني السلمي، ورفضها الأخلاقي للعنف، وايمانها بضرورة اسقاط النظام السوري كمقدمة ضرورية لبدء عملية البناء لسوريا الجديدة، ورفض معظمها التدخل الخارجي، ومما يلفت الانتباه هو خروجها من مناطق مختلفة، وكثافة مشاركة الأقليات الطائفية فيها، واعتنائها بمسائل مدنية محددة للغاية كالسلم الأهلي، ورغبتها بالتجمع للخروج من حالتها المناطقية، ولذلك حين توصف نفسها بالمدنية فهو سعيها المشروع بأن تشمل كامل التراب الوطني، ورغم غلبة من هم في جيل الشباب على بعض هذه الحركات لكن الكثير من مؤسسيها هم من جيل حمل مشاريع التغيير الكبرى وحصد خيبات وآلام العمل السياسي في سوريا السبعينيات والثمانينيات، وتختلف ميولهم السياسية بين اليسار والليبرالية والاسلام، وتتقاطع أحلامهم في بناء دولة القانون والمساواة، المسؤولة والتنمية والرعاية الاجتماعية، دولة تكرس التعددية والتداول السلمي للسلطة وفصل السلطات. 

1- حركة معاً من أجل سوريا حرة وديمقراطية: 

تأسست بتاريخ 23/6/2011، وهي حركة مدنية، ذات انحياز تام للشعب السوري، تدعم النضال السلمي للشعب من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية وبناء الدولة المدنية، وفضح نهج العنف ومقاومته بأشكاله ومصادره كافة، وتعزيز الوحدة الوطنية ومقاومة كل أشكال التحريض الطائفي والتفرقة بين السوريين، وتعزيز القيم الوطنية ومناهضة التدخل الخارجي وسياسات الهيمنة، وتعزيز ثقافة الاختلاف وقبول الآخر، ونشر ثقافة حقوق الإنسان، ومفهوم المواطنة والأسس التي ينبني عليها.

 ويغلب على منتسبيها كونهم من أصحاب الشهادات العليا ومن منتسبي قوى اليسار المعارضة التاريخية، وقد كانت معا طرفا مؤسسا في هيئة التنسيق الوطنية لمرحلة خلت. وتمارس فيها قواعدها ألية ديمقراطية تنسجم تماما مع طروحاتها الفكرية. 

من أهم الموقعين على بيانها التأسيسي: د. منذر خدام ود. منذر بدر حلوم والمخرج أسامة محمد والكاتبة خولة دنيا.

 2- اللقاء الوطني:

 أعلن عن تشكيل اللقاء الوطني في اسطنبول بتاريخ 15 كانون الأول 2011 ويتألف من مجموعة "اتجاهات فكرية ومن تجارب سياسية متنوعة"، ودوره الأساسي هو العمل على "إسقاط النظام سلمياً"، وإقامة نظام وطني، يرسخ دولة العدالة والمساواة، دولة الحرية والكرامة، وذلك بالتنسيق بينه وبين المعارضة الوطنية الداخلية والخارجية واللجان والتنسيقيات المحلية الأخرى. ويعمل على تقديم رؤيا لسورية الجديدة في جميع النواحي، وتقديم صياغات سياسية تساهم في الإجابة عن الكثير من التساؤلات التي تزيل الغموض عن المواقف المحلية والإقليمية والعالمية، على أن تكون الرؤى السياسيّة "متوافقة دوماَ مع الأهداف النهائية للثور"ة. وهو يعتبر بأن "الثورة الشعبية هي من أهم مصادر الشرعية السياسية في البلاد"، ويتعهد بوضع الخطط والاستعدادات الكافية لمواجهة "الظروف التي تنشأ لحظة سقوط النظام"، كالحفاظ على الأمن العام والممتلكات الخاصة والعامة، واستمرارية العمل في المؤسسات الخدمية الضرورية، والعمل على إعادة الحقوق لأصحابها، و"تقديم القتلة والمجرمين إلى القضاء، لينالوا جزاء ما اقترفته أياديهم الآثمة، وتصحيح ما أفسده النظام." ويرى اللقاء بأن سوريا اليوم بأمس الحاجة الى "عقد اجتماعي جديد، يعيد تأسيس المجتمع السوري على أسس جديدة، تعيد وضعه على سكة الحضارة، ليحتل موقعه الأساسي في الخارطة العربية والإسلامية والعالمية. وليلغي من حياته كلّ الآثار المدمرة التي سببتها العقود الأخيرة، ويحاول تجاوز مآسيها."

 من أهم الأعضاء المؤسسين للقاء : الدكتور المهندس مروان الخطيب عضوا المكتب السياسي، ورجل الأعمال الشيخ خالد العقلة رئيس مكتب العلاقات الخارجية. ومن الملاحظ تبني اللقاء ذو الخلفية الاسلامية المعتدلة لخطاب مدني ديمقراطي. 

 

3- الكتلة الوطنية في سورية:

 تمييزا لها عن حركة أخرى اسمها الكتلة الوطنية تأسست في الخارج، وكلتاهما تحملان نفس الاسم التاريخي للكتلة الوطنية الناشطة بين 1920-1946 والتي كانت "التعبير السياسي للثورة السورية الكبرى"، وتستلهمان فكرها ونهجها بشكل أو بأخر، وقد قامت الكتلة الوطنية في سوريا باصدار عدة نسخات معدلة لبيانها التأسيسي تحمل اسم مسودات، مما يعكس حالة عالية من الديمقراطية والنقاش داخل صفوفها، والاستجابة للتطورات الميدانية والسياسية الراهنة، تعرف الكتلة نفسها بأنها "عبارة عن تجمع واسع الطيف في الداخل السوري يضم مجموعات من القواعد الثائرة بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو المذهب أو الجنس او الرؤى السياسيّة والثقافية والاقتصادية، تعمل متعاونة تحت سقف الوطن ووفقاً لمصلحته العليا." وتحت عنوان مبادىء الكتلة تقول مسودة البيان التأسيسي: " تؤمن الكتله الوطنيه بحق الشعوب في نيل حريّتها و تقرير مصيرها, ومن هذا المبدأ تعمل على إسقاط النظام في سوريا وأدواته ومؤسساته القمعية وإقامة الدولة المدنية ذات النظام الديموقراطي المنتخب، والتي تصون الحريات العامة وتضمن حق حرية المعتقد للإنسان السوري، و تتعهد باستمرار النضال ضد الاستبداد بكافة أشكاله." وهي ترى بأن السلمية هي الطريق الأفضل للوصول الى الحرية، وهي ترفض التدخل الخارجي وتحمل النظام مسؤوليته اذا حدث، وتسعى الى إقامة نظام جمهوري برلماني، وترى في التنوع السوري مصدر فرادة له لخدمة الوطن، وهي تؤكد على " تمتع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا في مختلف فئاتهم ومختلف سنوات لجوئهم بكامل حقوق وواجبات المواطن السوري مع احتفاظهم بانتمائهم وحقوقهم الفلسطينية." وتؤمن بالعدالة الاجتماعية وتسعى الى تحقيقها.

 وتعتبر بأن مهامها الحالية هي تفعيل الحراك السلمي وتدعيم الوحدة الوطنية، وتطوير الفكر السياسي عند "الانسان السوري"، ونشر ثقافة المواطنة والحوار. 

الناطق الرسمي باسم الكتلة هو د. أيهم حداد وهو مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية. 

 

4- تيار مواطنة:

 نشأت مجموعة مواطنة في آذار 2011 وتطورت الى تيار يصف نفسه: "ناشطون ديمقراطيون من أجل مواطن فرد حر كريم متساو." كما ورد في التقرير السياسي بتاريخ 12-1-2012 أو في صيغة أخرى وردت في الوثيقة السياسية :" مجموعة من النشطاء السياسيين تسعى إلى إقامة نظام مدني ديمقراطي تعددي على أساس المواطنة المتساوية والحرية والكرامة للجميع." وهو أحد التيارات السياسية القليلة التي أصدرت تقريرا سياسيا مطولا مما يجعلها أشبه بحزب، الا أنه يتميز بمرونة واسعة، ومقاربة اشكالية للأزمة السورية من عدة أوجه شديدة الحساسية، ولا يتحرج من الحديث العلني الشفاف في الطائفية والجيش الحر والتدخل الخارجي، ويخرج بخلاصتين تتعلق احداهما بتيار مواطنة وخياراته: "فيما يخصنا نحن في تيار مواطنة سنعمل على أن نكون مع شعبنا وانتفاضته بكل إمكاناتنا وبكل الأشكال المشروعة، وسنعمد إلى ملاحقة الواقع واستقراء ممكناته واحتمالاته عند كل منعطف على طريق انتصار الانتفاضة واستعادة الشعب لحقوقه المهدورة وبناء دولته التي يستحق." ومن ناحية الانتفاضة السورية يقول التقرير: "نحن اليوم في الداخل أمام انتفاضة شعبية مدنية مستمرة، وسوف تستمر بوصفها كذلك، ولكن سيكون إلى جانبها جناح مسلح هو الجيش الحر، إلا أن أحدهما لن يلغي الآخر في الأفق المنظور، الأمر الذي يعني أننا لسنا أبداً أمام عسكرة الانتفاضة، ولكننا لسنا أيضاً أمام سلميتها المطلقة، إننا نرجح –شئنا ذلك أم أبينا- أننا سنكون أمام جناحين للانتفاضة يقوى أحدهما أو يضعف انطلاقاً من كثير من العوامل من بينها بالتأكيد سلوك السلطة نفسها والذي أسوأ ما فيه ليس قمعها الوحشي وقتلها البربري، بل وتشبثها العنيد بتأبيد ذاتها ورفضها لأي تسويةٍ تاريخية تقوم على رحيلها، وسيكون من السخف توقع مثل هذه التسوية بعد الخطاب الأخير وبعد التهديد والوعيد إذا لم تحدث مفاجآت نوعية، لا معنى للبناء على حدوثها، لأنها لا تظهر في الأفق المنظور، وهو ما يسمح لنا بالقول: إن الدائرة الضيقة التي هي السلطة السورية بالفعل سوف تقاتل –وتقتل- حتى النهاية، فخيار القوة العارية كما عرفناه هو خيارها الوحيد." 

علما بأن تيار مواطنة يضم معارضين يساريين سابقين، ويتميز بتبنيه لأفكار ليبرالية واضحة وشجاعة ويعيش حالة ديمقراطية تعتبر مثالا يحتذى به في العمل السياسي في سوريا، حيث أنه وفي وثيقته السياسية بتاريخ 6-12-2011 قد أورد رأيين أحدهما للأكثرية والآخر للأقلية، مبرزا فيهما نقاط الخلاف بينهما. 

5- ائتلاف اليسار السوري:

 ظهر في الشهر السابع من السنة الماضية، كتجمع لكتل شيوعية انشقت عن أحزابها وأفراد ويساريين خارج الأحزاب وشباب دخل لتوه الى اليسار، يجمعهم المشاركة في الانتفاضة، بهدف توحيد النشاط والرؤية و"تفعيل دور العمّال والفلاحين وذوي الدخل المحدود المشاركين في هذه الانتفاضة." ويعود في وثيقته الى جذور الصراع الطبقي في سوريا ومسوغات الثورة الراهنة، وانسداد الآفاق بفعل "قوة السلطة" ويبحث عميقا في الأزمة العميقة "أزمة الفقر والجوع، والبطالة والتهميش والقمع والتدخل الأمني لمنع كل تعبير بسيط عن الأزمة." ويضع المهام للكوادر فيه " كماركسيين ثوريين، يلتصقون بالطبقات الشعبية ويدافعون عنها، ويسعون لأن تصبح هي القوة الحاكمة، من أجل تأسيس دولة مدنية حديثة تقررها الإرادة الشعبية، إرادتهم هم، بما يقود إلى حل الأزمات العميقة التي نشأت، في الاقتصاد والتعليم والصحة، وفي بنية الدولة التي تكرست كسلطة مستبدة." ويضع لنفسه مهام نضالية من أجل البناء الاشتراكي والديمقراطي لسوريا القادمة. ويركز على أن الصراع من أجل التغيير " يتأسس على رؤيتنا العامة للصراع ضد الإمبريالية"، ولذا فهو يدعم المقاومة باتجاه تطوير الصراع الى حرب حقيقية لتحرير الأرض، ومع الاستقلال الكامل عن الإمبريالية وعن النمط الرأسمالي، حيث لا "استقلال في ظل التبعية الاقتصادية التي تفرضها حتماً السياسات الليبرالية." وهو يعتقد جازما بأن تطور الثورة سيقودها حتما الى الصراع مع الامبريالية فدون ذلك ستتم اعادة "إنتاج النمط الريعي المستبد القائم."

 ويرى بأن هدف الائتلاف اليساري هو ضم كل الماركسيين المنخرطين في الثورة، من أجل تحقيق نظام ديمقراطي يعبّر عن مصالح الطبقات الشعبية، فالصراع طبقي بامتياز ولن يتوقف عند تغيير شكل سلطوي بآخر مهما كانت "ديمقراطيته"، لأنها دون تغيير النمط الاقتصادي لن تكون حقيقية بل ستخدم مافيا جديدة، وبالتالي لن تؤسس لدولة ديمقراطية بالفعل. "والمطلوب هو دورنا من أجل تفعيل الصراع وتطوير الثورة لكي تشمل كل الطبقات الشعبية، ولكي يصبح شعار إسقاط النظام ذو معنى واضح، هو المعنى الذي تحفره قوة الجرأة والبسالة لدى شباب الطبقات الشعبية، والذي رسمه دم الشهداء الذين سقطوا من أجل الخبز والحرية. من أجل دولة مدنية توفّر حياة فعلية للطبقات الشعبية."

 6- لجنة العمل الوطني الديمقراطي في جرمانا:

 مدينة جرمانا في ريف دمشق تشكل نموذجا للتعايش السلمي بين مكوناتها، وقد درجت السلطة على تخويف الأقليات من الانتفاضة السورية ضمن محاولاتها تحييد مناطق بعينها لتبقى خارج دائرة الفعل لما لها من وزن نوعي، وهنا تكون هذه اللجنة بانضمامها الى ائتلاف وطن كما غيرها من الحركات والتيارات قد أوجدت بعدا جديدا لها يتخطى حواجز المكان والأقليات فيه، يقولون في وصف أنفسهم على صفحتهم في الانترنت "نحن في جرمانا بما نمثل من أهلها وسكانها ومثقفيها بكل ألوانهم وأطيافهم نعلن دعمنا للحراك الوطني ومطالب شعبنا المحقة والمشروعة وانحيازنا الكامل للشعب السوري في ثورته السلمية ومطالبه العادلة في الحرية والكرامة وبناء الدولة المدنية التي تستند إلى الشعب." وتطالب وثيقتهم بوقف حملات الشحن والتحريض الطائفي والمناطقي التي تبثها "وسائل الإعلام الرسمية" ومن يدور في فلكها.

 

7- رؤية للتغيير:

 

لم تتوافر معلومات وافية عنها، سوى ما توصف به نفسها على صفحتها على الفيس بوك:

 "صفحة تقدم من وجهة نظر من تمثله رؤية للتغيير , مؤمنة بالحوار الايجابي كوسائل معرفية بانية ، وقادرة على تقبل النقد دون شروط، هويتها معرفية. وممارستها ديمقراطية، وأفقها دولة مدنية - قانونا وممارسة وروحا."

 

8- اليسار الثوري في سوريا:

 وهم مجموعة تروتسكية الهوى تعرف عن نفسها: مجموعة من الماركسيين واليساريين الثوريين في سوريا تتبنى وثيقة البرنامج الانتقالي لليسار الثوري في سوريا و تعمل من خلال انخراطها في الثورة الشعبية الجارية على اعادة توحيد وبناء اليسار الماركسي الثوري. وهي قد وضعت برنامجا انتقاليا يتضمن مقدمة توصيفية للحالة السورية الراهنة، يتبنى من خلالها "الاهداف الكبرى للثورة الشعبية السورية، من اجل الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويلتزم بالانخراط في كل النضالات الجماهيرية من اجل هذه الاهداف." وهو يرى "حقيقة ارتباط النضال الجماهيري الديمقراطي، من الأسفل، بالنضال من اجل التغيير الاجتماعي الجذري، من الأسفل، أيضاً." ويضع مهاما انتقالية راهنة ومباشرة تتضمن أولا :اسقاطا للنظام وقيام "حكومة ثورية مؤقتة" تعمل على تفكيك البنية الأمنية للدولة، والدعوة لانتخاب جمعية تأسيسية على أساس "التمثيل النسبي" تضع دستورا لدولة مدنية ديمقراطية وتعددية، مع اعطاء الأهمية القصوى للجمع بين الديمقراطيتين، السياسية والاجتماعية، والالتزام بمسعى أساسي لإنجاز المهام الوطنية والقومية، سواء منها المتعلقة بتحرير الجولان المحتل، أو تلك المتعلقة بالدعم الفعلي لنضال الشعب الفلسطيني لممارسة حقه في العودة، وفي تقرير مصيره على كامل أرضه التاريخية. وثانيا: بناء اليسار الثوري في سوريا، من خلال توحيد افراده و مجموعاته، والعمل على تحويله الى قوة سياسية واجتماعية فاعلة، وتجميع مكوناته حول برنامج انتقالي، من شأن النجاح في تعبئة حالة جماهيرية واسعة حوله، فتح الطريق أمام نضج الثورة الديمقراطية السياسية الراهنة إلى ثورة اجتماعية – وطنية شاملة، بالتحالف الوثيق مع قوى السيرورة الثورية، في كامل المنطقة العربية.

 9- لجنة دعم الثورة السورية:

 هي مجموعة من اليساريين والديمقراطيين الملتزمين بدعم الانتفاضة الشعبية في سوريا وأهدافها في إسقاط النظام الشمولي وبناء مجتمع جديد حر علماني يقوم على احترام حقوق الإنسان وسيادة دولة القانون، وتؤكد على سلمية وحضارية الثورة وحمايتها للسلم الأهلي والوحدة الوطنية واحترام حقوق الأقليات القومية، وشعارها: لا للدكتاتورية، لا للطائفية، لا للتدخل العسكري الخارجي.

 10- حركة اللجان المدنية (حلم):

 حركة غير سياسية، تأسست بعيد انطلاق الانتفاضة السورية، وهي بمثابة تجمع لمواطنين سوريين من مختلف التيارات السياسية والإنتماءات المناطقية والأديان والطوائف والنشاطات المهنية، مؤمنين بدور الحراك المدني في الثورة السورية ضد نظام القمع والاستبداد بالاضافة لما لهذا الحراك من دور أساسي في بناء المجتمع والدولة المدنية الديمقراطية. وهي تسعى لانجاز تعاون مع الهيئات والمنظمات الحكومية والمدنية والقانونية في مجالات حقوق الإنسان والطفولة و المرأة والثقافة والعلوم والبيئة والحيوان في سوريا والعالم، وتتخذ لنفسها موقع المراقب للأحداث السياسية القادمة من أجل ترسيخ الديمقراطية والحفاظ على مدنية الدولة وحقوق المواطنين.

 11- تجمع الطريق:

 لورقته التأسيسية تاريخ 1-11- 2011، وهم بحسبها: مجموعة من الشباب والشابات الذين شاركوا في مختلف فعاليات الثورة السورية على امتداد التراب الوطني، وكونهم من مشارب ومدن مختلفة يجمعهم هم وحيد هو "إسقاط النظام الأسدي" وأركانه القمعية كافة والحفاظ على سلمية ثورتهم ووحدة مكونات الشعب السوري. وتعتبر الورقة بأن الهدف من انشاء التجمع هو العمل الميداني ودعم الحراك الثوري السلمي في الشارع، والتعبير سياسيا عن تطلعات أعضائه الى دولة مدنية ديمقراطية. وهو يتواجد في جميع المحافظات السورية، ويرفض أي تمويل داخلي أو خارجي، ورفض السلوك الطائفي والمناطقي والعشائري، وعدم السماح بالعبث بالنسيج السوري المتجانس تحت أي ذريعة كانت، وأهمية الحفاظ على الجيش السوري كمؤسسة وطنية كضامن لسلامة الأراضي السورية، مع الدعوة الى عصيان أوامر القتل والانضمام الى الثورة بعد القاء السلاح. 

 

12- المبادرة الوطنية في جبل العرب (السويداء):

 ظهرت المبادرة بتاريخ 15-12-2011 وهي تعمل من أجل تحالف مختلف القوى الوطنية التي تسعى إلى إنجاز الانتقال السلمي إلى الدولة الديمقراطية المدنية المستندة إلى دستور عصري متقدم يطلق حرية الفرد والحريات العامة، ويضمن حق المواطن في حياة كريمة آمنة، ويهدف إلى تحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية، وتؤكد بأنها جزء لا يتجزأ من ثورة جماهير الشعب السوري السلمية التي تسعى إلى الحرية والكرامة والتغيير الديمقراطي. وهي تدعو الى التوقف عن ممارسة أعمال القمع بحق المواطنين العزل، ووضع حد لظاهرة البلطجة، وعودة الجيش، موحدا، إلى مهمته الأساس في الدفاع عن حدود الوطن، وإطلاق سراح معتقلي الانتفاضة وسجناء الرأي، والعمل على عودة اللاجئين والمبعدين، وضمان حق التظاهر السلمي. واذ ترحب المبادرة بالتضامن العالمي مع الثورة السورية الا أنها ترفض التدخل العسكري الأجنبي، وترى بأن المهمة الكبرى هي "اسقاط النظام القائم" وانقاذ البلاد من الحرب الأهلية، وتحولها الى ميدان للصراع الاقليمي والدولي، وانجاز الانتقال السلمي الى الدولة الديمقراطية من خلال عقد مؤتمر وطني شامل يضع خطة طريق لاخراج البلد من أزمتها.

 13- كوادر من الشيوعيين في جبل العرب:

 وهم أعضاء وكتل منشقة من الأحزاب الشيوعية التقليدية وكتلة اليسار التاريخية والتاركين للأحزاب في السويداء، والذين وجدوا أنهم يتعارضون مع طروحات أحزابهم التي تتبنى وجهة نظر السلطة حول المؤامرة على الدور المقاوم والممانع للنظام، وترفض بذلك رؤية جذور الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. 

ملاحظة: لا تتوافر لهم أدبيات منشورة على الانترنت. 

 

14- حركة التنوير المدني:

 وهي كما تصف نفسها: حركة غير سياسية أنشأها بعض الشباب السوري، بهدف رسم بعض الخطوط العريضة و توجيه البوصلة ناحية الثقافة الإجتماعية والسياسة وذلك لفهم أوسع للمفاهيم والطروحات المتداولة الآن في سوريا. لكن اعتقال بعض من مؤسسيها وناشطيها أفقدها الزخم و تسبب بتوقف عملها .

 وهي اليوم تنبض بالحياة مرة أخرى، وذلك استنادا إلى عمل الكثير من ناشطيها في مجالات الإغاثة والإعلام والثقافة والسياسة بالإضافة إلى انخراطهم بشكل واسع في الثورة السورية. وتقرر تحويل نشاط الحركة و توسيعه لتشمل أندماجا كاملا بالكيان العام للثورة وليكون دفاعها المستمر عن قيم العدالة والحرية والمساواة كأفراد، يعطي ثماره في ظل تجمع واحد واسع الطيف في سوريا المستقبل.

 

خاتمة: 

ائتلاف وطن شكل جديد ناشيء في زحمة المشاريع وتعقدها، وانسداد أفاق العمل السياسي في ظل تصاعد العنف ومخاطر انجرار البلاد الى الفوضى، وهو مولود محمل بالكثير من الأمنيات والتبريكات، لكن أحدا لن يضمن له العمر الطويل في زمن التقلبات الذي نعيش، فبين من يراه محاولة لتوحيد المعارضة الى من يراه بديلا لها، يظل في معلن الأمور ليس بديلا لأحد، ويتوقع له الصمود مبدئيا في ظل امتحانات الأسئلة العسيرة الشائكة التي تتجاوز حال التسويات الوفاقية النظرية الى حيز العمل الميداني على الأرض نتيجة لديمقراطية مكوناته، وفي كل حال يعتبر انجازا سلميا جديدا للثورة السورية.


Partager cet article
Repost0
27 mars 2012 2 27 /03 /mars /2012 17:59

بيان من ائتلاف وطن للقوى الوطنية والديمقراطية في سوريا بشأن الإستفتاء على الـ”دستور” 

فبراير 23, 2012  

 

 بعد عقود من احتكار السلطة… السياسية في سوريا وبعد ما يقارب العام على اندلاع الثورة السورية , انتبه النظام فجأة إلى ضرورة تغيير الدستور ؛ فقام بطرح مشروع للدستور ليتم الاستفتاء عليه في 26/2/2012 . إننا في “ائتلاف وطن “لا نرى في طرح مشروع الدستور على التصويت سوى ذرٍ للرماد في العيون ؛ ومحاولة من النظام لكسب مزيد من الوقت يستثمره في قتل الشعب المنتفض , وإطالة أمد حصاره ,وتجويعه , من خلال الإيهام بأنه جاد في الإصلاح ؛ متجاهلاً أن الشعب قد تجاوز ذلك كله ,وأن ما يريده هو إسقاط النظام وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية, دولة القانون والمواطنة المتساوية والعدالة . إننا في “ائتلاف وطن ” نؤكد أن زمن الحلول المجتزأة قد ولّى , وأن الحل الوحيد الذي يمكن للنظام القيام به,حقناً للدم السوري وحفاظاً على وحدة المجتمع والدولة , هو الرحيل , والرحيل وحده . إن مشروع الدستور المطروح للاستفتاء والذي هو استنساخ للدستور القديم , جاء ليكرس دستوراً على مقاس الرئيس فأعطاه صلاحيات بلا حدود, وحصنه من أي محاسبة , وهو دستور لا يمثل الشعب . بناءاً على ما سبق ؛ فإننا في ائتلاف وطن ؛ نرى أن هذا الدستور هو إعطاء وقت لاستمرار حمام الدم الذي يكاد يغطي كافة الأراضي السورية وهو ترخيص له . على ذلك فإننا نهيب بالشعب السوري العظيم ؛ وبكافة قواه السياسية والمدنية الفاعلة ؛ إعلان يوم 26/2/2012 يوم إضراب وطني نعلن فيه رفضنا للاستفتاء ووقوفنا بحزم ضد المجازر التي ترتكب بحق شعبنا . إننا في ائتلاف وطن , نتطلع إلى اليوم الذي يكون فيه شعبنا السوري قادراً على صياغة دستوره الحقيقي الذي يفتح الباب لإقامة دولته القادمة , الدولة المدنية الديمقراطية , دولة القانون والعدالة والمواطنة المتساوية • لا للمشاركة في الاستفتاء على الدستور • نعم لإعلان يوم 26/2/2012 يوم إضراب ورفض لهذا الاستفتاء . • النصر لثورة شعبنا السوري . ائتلاف وطن للقوى الوطنية والديمقراطية السورية


Partager cet article
Repost0
23 mars 2012 5 23 /03 /mars /2012 20:24
الاتفاق الذي عقد بين حركتي فتح وحماس في الدوحة، قطر، في بداية شهر شباط من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتألف من "شخصيات مستقلة" وبقيادة محمود عباس، ليست موضع إجماع، حتى داخل حركة حماس. فقيادة الحركة في غزة وجهت انتقادات إلى عدة جوانب من الاتفاق.

في أيار ٢٠١١، اتفاق المصالحة أصبح ممكنا بفضل سياق الأحداث الإقليمية والثورة الشعبية المصرية، حيث أسقط الديكتاتور حسني مبارك ورئيس جهاز المخابرات العامة عمر سليمان، المناصران بقوة للسلطة الفلسطينية. الثورة المصرية دفعت أيضا الشباب والشابات الفلسطينيين|ات للتحرك في الأراضي المحتلة سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، حيث طالبوا بشكل رئيسي بإنهاء الانقسام. فالمناورة التكتيكية للتقارب بين حماس وفتح كانت أيضا لإحباط صعود موجة السخط بين الفلسطينيين.

‏ السيطرة على قطاع غزة
بعد اتفاق الدوحة، قدمت حماس مطالب جديدة. فبحسب عدة مصادر، طالبت الحركة بالاحتفاظ بالوزارات الأساسية، من ضمنها وزارة الداخلية، وذلك دون إدخال أي تعديل على بنية الأمن داخل القطاع. تظهر هذه المطالب رغبة الحركة بالاحتفاظ بسيطرتها الكاملة على قطاع غزة. والدور المزدوج الذي يلعبه محمود عباس كرئيس للحكومة (بحسب اتفاق الدوحة) ورئيس للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي يتعارض مع أحكام الدستور الفلسطيني، ليس سوى مشكلة جديدة لممثلي حماس. فالأخيرون ارتضوا أن يمثل ممثل محمود عباس أمام المجلس النيابي الفلسطيني وذلك لتسميته (لعباس) كرئيس للحكومة .

حكومة الوحدة الفلسطينية ستشكل المرحلة الأولى لاتفاق المصالحة المعقود في أيار من العام ٢٠١١. وسيتم التحضير لانتخابات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال شهر أيار من العام ٢٠١٢، دمج الأجهزة الأمنية التي تسيطر عليها الأجهزة المختلفة، إعادة تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني- حيث تسيطر على الأغلبية منذ عام ٢٠٠٦. في حين تبدو الحركتان بعيدتان عن تحقيق هذه الأهداف .

الاحتفاظ بالسلطة
‏ من دون شك لن تنظم الانتخابات خلال هذه السنة. فلجنة الانتخابات الفلسطينية أعلنت مرارا أنها بحاجة إلى المزيد من الوقت لتنظيم الانتخابات. ومن المحتمل جدا أن تمنع إسرائيل الفلسطينيين|ات في القدس الشرقية من المشاركة في الانتخابات.

فتح وحماس فضلا تعزيز سلطتهما في الضفة الغربية وقطاع غزة، على وضع اتفاق المصالحة موضع التنفيذ. السلطة الفلسطينية تستمر بتعاونها مع الدولة الصهيونية على كل الأصعدة وخاصة في المجال الأمني. والاحتلال يستمر بسيطرته على ستين بالمئة من أراضي الضفة. وشهدت الضفة عدة تظاهرات احتجاجا على ارتفاع الأسعار، ارتفاع الضرائب وإجراءات التقشف التي قررتها السلطة الفلسطينية بهدف إرضاء المانحين الدوليين.

في قطاع غزة، كان للحصار غير الشرعي الهادف إلى إضعاف حركة حماس نتائج معكوسة، فحماس استطاعت ترسيخ سلطتها السياسية، الاقتصادية والعسكرية في حين يعتمد ٧٠ ٪ من الشعب الفلسطيني على المساعدات الدولية لتلبية احتياجاته اليومية. فاقتصاد الأنفاق، الذي يقدر رجال أعمال فلسطينيون عائداته بـ٧٠٠ مليون دولار، عزز سلطة حماس. ونشأ جيل جديد من رجال الأعمال المرتبطين بحماس.

من الصعب التفريق بين برنامج الحركتين. فحماس أعلنت عن رغبتها بأن يعترف بها المجتمع الدولي، وتدعو مرارا إلى سلوك طريق المفاوضات. في أيار من العام ٢٠١١، أعلن زعيم حماس، خالد مشعل، خلال الاحتفال الرسمي باتفاق المصالحة، إرادته لقيام دولة تقوم ضمن حدود حزيران ١٩٦٧، على أساس المفاوضات مع المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية.

حماس أعلنت مرارا رغبتها التخلي عن الصراع المسلح، فمنذ سيطرتها على غزة عام ٢٠٠٧ قامت بوقف كل أشكال المقاومة المسلحة وأعلنت معارضتها الواضحة من خلال توقيف مجموعات مسلحة كانت تحاول إطلاق صواريخ على إسرائيل.

الخيار الوحيد: الوحدة القائمة وفق إرادة الشعب
‏ اتفاق المصالحة بين حماس وفتح بعيد من أن يوضع موضع التنفيذ، بسبب مصالح الحركتين. السؤال الأساسي هو تأسيس حركة فلسطينية مقاومة. بدأ ناشطون|ات منذ سنة داخل وخارج فلسطين المطالبة بإعادة إرساء الديمقراطية داخل المجس الوطني الفلسطيني.
هذه المؤسسة، المؤسسة التشريعية الأعلى، تمثل كل الفلسطينيين|ات اللاجئين|ات وغيرهم|ن. المجلس الوطني الفلسطيني هو المؤسسة التي تقرر الاستراتيجية الوطنية والسياسية للشعب الفلسطيني. وحده هذا المجلس في حال تجديده وأعيد انتخابه ديمقراطيا بإمكانه أن يضع الأسس لتمثيل فعال لحقوق لكل الفلسطينيين|ات، في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أراضي ١٩٤٨، للاجئين في الشتات، من ضمنها الحق بالعودة.

يجب أن يسمع صوت كل الفلسطينيين|ات. الحركة الوطنية الفلسطينية يجب أن ترتبط بالحركات الشعبية القائمة في العالم العربي. هذا الارتباط يعزز نضال الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بمواجهة الدولة الصهيونية والأمبريالية الغربية.

عاشت فلسطين حرة وعاشت الثورات العربية!
Partager cet article
Repost0
18 mars 2012 7 18 /03 /mars /2012 21:30

بيان من إئتلاف"وطن"

يا شعبنا السوري العظيم

لك المجد من قبل وبعد..

عام مضى على الصرخات الأولى للمتظاهرين في "مملكة الخوف"، قدّم خلالها شعبنا البطل تضحيات أسطورية، قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين لنيل الأهداف التي انتفض من أجلها في الحرية والكرامة والعدالة.

سنة كاملة أعلن فيها السوريون بوضوح لا يقبل المساومة أن سوريا جديدة يجب أن تتجسد، سوريا الدولة والكيان والمواطنة، سوريا القانون والعدالة والمواطنة المتساوية، دولة جميع مواطنيها دون تمييز.

لقد رد النظام على أمنيات وإرادة شعبنا -ومنذ تباشير ثورته- بالمواجهة الأمنية والعسكرية في سعي استباقي لعرقلة هذا الانعتاق السوري باتجاه الحرية، وما زال مصراً حتى اليوم على متابعة الأسلوب ذاته كخيار وحيد ومصيري.

إن تغول النظام في مواجهة ثورة شعبنا، ومحاولاته البائسة لحرف الصراع واستنقاعه، يحمل أخطار جدية تهدد أسس المجتمع ومدنيته ووحدته، وهذا ما يمنح شعار إسقاطه وضرورته بعداً وطنياً بامتياز. وبالمقابل يعطي أهمية خاصة لتمسك شعبنا بوحدته وتكاتفه.

يا أبناء شعبنا العظيم، كنتم وتظلون إرادة التغيير الحقيقي، صنّاعه، وقوده الذي لا ينفذ، وعبر دماؤكم ولحمكم الحي تجسدون إرادة جميع السوريين الراغبين بإقفال الطريق نهائياً على نموذج الدولة الأمنية المتهالكة.

إن مسيرتكم الطويلة بدأت وقطعت شوطاً هو أسطوري بمختلف المقاييس، ويجد النظام نفسه بسبب من سياساته الرعناء في مواجهة شعبنا معزولاً ومحاصراً أكثر فأكثر، يخسر كل اليوم المزيد من أوراق قوته، على طريق سقوطه النهائي.

يكفي ثورتنا نبلاً أن قوة المعادين لها لم تزدها إلا إصراراً على المضي قدماً والاتساع مساحة وعمقاً لتكون بحق ثورة جميع السوريين من أجل جميع السوريين ولتنال إرادة التغيير كل مناحي الحياة وكل الأطر السياسية والاجتماعية والروحية.

وعليه فلا أجدى اليوم من ضرورة توحيد هذه الطاقات الحية لقوى المجتمع السوري التي نهضت واستعادت المبادرة وأدركت باحتراف وذكاء الأهمية الاستثنائية لوحدة عملها وتنظيم خبراتها وتجاربها، وتنتظر بصبر أن يتجسد ذلك في وحدة قوى المعارضة من اجل تلبية هذه الضرورات.

إننا في ائتلاف وطن بكل مكوناته نتعلم منكم وعبركم المعاني الحقيقية للعمل الوطني ونجد أنفسنا واحداً من التجليات الكثيرة التي أبرزتها قواكم الصاعدة التي مازالت جعبتها تحفل بالكثير من الانجازات والإبداعات.

أيها الأخوة في الوطن جميعاً !!

عام على التظاهرة الأولى في العاصمة دمشق، حيث هدر صوت جموع السوريين بـ"الشعب السوري ما بينذل"، و" واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، هما مفهومان عميقان في روح هذه الثورة وآفاق تطورها المتنامي وسيبقيان اليوم وغداً بوصلة هذا التطور...

 

المجد كل المجد لتضحياتكم وبسالتكم وإصراركم

المجد كل المجد للشهداء.. والشفاء والعافية للجرحى

المجد لسوريا حرة ديمقراطية

ائتلاف وطن 

دمشق في15-3-2012

Partager cet article
Repost0
18 mars 2012 7 18 /03 /mars /2012 03:18

 

أكثر من أفيون: الموقف الماركسي من 'الظاهرة' الدينية
 

بقلم: غياث نعيسة

أمام الصعود الكبير للتيار الاسلامي في العالم العربي لا ينبغي اهمال حقيقة هذه الظاهرة الدينية المجردة التي تمزج بين طابع مزدوج؛ طابع قمعي وفي نفس الوقت كمون تمردي.

 

ميدل ايست أونلاين

 



"الدين هو صرخة الكائن المضطهد وقلب عالم بلا قلب وروح ظروف بلا روح...."
كارل ماركس

يعود، منذ وهلة، في أوساط اليسار الراديكالي عموما والماركسي خصوصا وعلى الصعيد العالمي اهتمام وحوار حول دور الدين، أو العامل الديني، في الصراعات الاجتماعية الداخلية أو على صعيد الصراعات الدولية والإقليمية، وتحديد الموقف منه. 
لقد أدخلت الإدارة الأميركية العالم منذ بدايات القرن الحادي والعشرين في عصر أطلقت عليه مصطلح "الحرب على الإرهاب" وهو ما عني بشكل شبه حصري حرب على كل القوى والدول المعادية للمشاريع الامبريالية بدءا من أفغانستان إلى العراق ولبنان وفلسطين وغيرها من البلدان. ولم يكن غريبا أن تترافق هذه الحرب الامبريالية المتوحشة والفعلية مع حرب نفسية وإيديولوجية جعلت من "الإسلام" – كدين شعبي وليس كدين رسمي لأنظمة موالية أو عميلة للامبريالية- عدو يجب تطويعه وإدانته وخلق شعور بالعار أو بالخوف لمجرد الانتماء له.
وما حصل من تأثيرات لهذه السياسة الامبريالية العنيفة لم يكن إلا تحصيل حاصل: حروب مدمرة، وكره للإسلام في الدول الغربية ليس له مثيل في القرن العشرين، وإعلان مواقف حكومية لمنع النقاب في فرنسا وغيرها أو ما سمي قبل عامين بمنع المظاهر الدينية في المدارس بشكل خاص والتي لم تكن تعني إلا مظاهر الانتماء الإسلامي التقليدي في اللبس.
لقد ارتبك بعض اليسار الماركسي نفسه في تقدير الموقف من "الوعي الديني" باعتباره يمكن أن يشكل عند "المؤمنين" نوعا من أنواع الهوية المركبة لكل مواطن. فقد وقف قسم من اليسار النضالي –كالعصبة الشيوعية الثورية في فرنسا- مع القانون المحرم للمظاهر الدينية الذي أصدرته حكومة يمينية. كما تعالت أصوات أخرى تعلن مدى تخلف "الإسلام" في تعامله مع المرأة، وصدحت أصوات أخرى تعلن الميل العضوي للإسلام كدين يقوم على الإكراه والعنف وبالتالي على الإرهاب وساهمت في إشاعة ظاهرة معاداة الإسلام في الغرب أو الاسلاموفوبيا... وأخيرا أثار قرار الحزب الجديد المعادي للرأسمالية في فرنسا في ترشيح إحدى عضواته "مسلمة" وتغطي شعرها في الانتخابات الإقليمية القادمة في آذار/مارس إلى ضجة كبيرة داخل الحزب وخارجه وحركة احتجاج لقطاع من أوساطه.
هذه المواقف الملتبسة والمرتبكة لليسار الأوربي تجد شبيها لها في بلداننا، فيصدح البعض بالقول بتماثل "القوى الإسلامية" مع الفاشية ويضع مواجهتها على قائمة أوليات برامجه . ويتخذ مواقف تقوم على إدانة رجعية "القوى" الإسلامية بغض النظر عن موقفها المعادي للامبريالية.
يضاف إلى هذا اليسار العقائدي والمناهض للوعي "الديني" باعتباره "رجعيا بالمطلق" بعض الكتاب الناقدين والمعادين للدين الإسلامي أو القوى الإسلامية باسم ضرورة الانتقال إلى "الحداثة" و"التنوير" في بلادنا.

الماركسية والدين

في الواقع، أن الفهم الماركسي لدور الدين - في كتابات ماركس وانجلز- كما الوعي الديني نفسه في مجتمع محدد يتسمان كلاهما بطابع مزدوج .
فإذا كان شائعا أن تعريف ماركس للدين بأنه "أفيون الشعوب" وهو تعريف يتشبث به بعض "الماركسيين" والمعادين للماركسية بنفس الوقت. لكن موقف ماركس وانجلز من الدين لا يمكن اختزاله في هذه الجملة المبتسرة من سياقها وحدها، ولا في التفسير الشائع لها.
مثلما لم يحظ الوعي الديني ودوره في الصراعات الاجتماعية بدراسات ماركسية جدية أو جديدة، بل اجتر عدد من الماركسيين مواقفهم السياسية من الدين من التفسير (أو بالأحرى سوء التفسير) الشائع لبعض نصوص ماركس أو انجلز. وخصوصا في كتابه" نقد فلسفة الحق لهيغل" حيث اعتبر ماركس أن نقد الدين في ألمانيا قد أنجز " وان على نقد الدين أن يتحول إلى نقد السياسة، ونقد الجنة أن يتحول إلى نقد الأرض " .
تنحصر معظم كتابات ماركس حول الدين في مرحلة شبابه، ولاسيما مقاله حول" نقاشات حول حرية الصحافة والنشر.." وكتابه "مساهمة في نقد فلسفة الحق لهيغل" وخاصة المدخل المنفصل عنها، و"اطروحات حول فيورباخ" . كما نجد في أعماله الأخرى وخاصة رأس المال ملاحظات وتعليقات وهوامش حول الدين.
في حين أن انجلز كتب عدد من الأعمال الفكرية الأساسية حول الدين مثل "رسائل من ويبرتال" و"حرب الفلاحين في ألمانيا" و"برونو باور والمسيحية الأولى" و" كتاب الوحي" وفي نهاية حياته كتابه "حول تاريخ المسيحية الأولى" . إضافة إلى عدد من المراسلات والقصائد. هذا دون أن ننسى عملين مشتركين بين ماركس وانجلز هما "العائلة المقدسة" و"الايديولوجيا الألمانية".

وماركسية اليوم؟

ربما، يمكن القول أن عدد من الكتابات الماركسية الحديثة حول الحركات الدينية الحديثة وخصوصا الإسلامية، على قلتها، تشكل مساهمة جادة في الإجابة على تحديات الوقائع الجديدة وتطوير هذا الجانب الفكري والعملي للماركسية في تعاملها مع الدين والوعي الديني .. خصوصا في منطقنا.
لقد كان لمقال المفكر الماركسي جيلبير الأشقر المعنون "11 أطروحة حول الانبعاث الراهن للسلفية الإسلامية" المنشور عام 1981 أهمية في قراءة الوقائع الجديدة لنهوض الحركات السياسية الإسلامية- التي وصفها كلها بالسلفية- في منطقتنا ومحاولة تقديم تحليل ماركسي لهذه الظاهرة والموقف منها، وإن اتسم مقاله بالارتكاز على فكرة أساسية لا لبس فيها هي أن القوى "السلفية" في إيديولوجيتها وفي برنامجها رجعيان في جوهرهما . واعتبر أن كل أمثلته تقدم الدليل على أن كل هذه الحركات السلفية هي "قوة إعانة للبرجوازية الرجعية". وعانت هذه المقالة من علة الموقف "الماركسي" التقليدي والأوربي-المركزي باستناده على علمانية راديكالية ومعاداة للدين بشكل عام. وقد طور جيلبير أشقر اطروحاته هذه وخلصها نسبيا من علتها المذكورة في مقاله " الماركسية والدين، البارحة واليوم"، الصادر عام 2004.
لكن الدراسة الماركسية المتميزة حول الموضوع كانت لكريس هرمان المفكر الماركسي البريطاني الذي توفي نهاية العام الماضي في القاهرة، والمعنونة "النبي والبروليتاريا" الصادرة عام 1994. إذ انه لا يقوم فقط على عرض تاريخي للموقف الماركسي من الدين، بل انه يحلل الوقائع الملموسة في عدد من البلدان "الإسلامية" والحركات الدينية السياسية والإيديولوجية فيها ويرصد تناقضاتها على ضوء الصراعات الاجتماعية من وجهة نظر ماركسية ليستخلص إلى "أن الاشتراكيين قد اخطئوا في النظر إلى الحركات الإسلامية على أنها اتوماتيكيا رجعية وفاشية أو أنها اتوماتيكيا معادية للامبريالية وتقدمية". إن الحركة الإسلامية الراديكالية، بمشروعها في إعادة تشكيل المجتمع على النموذج الذي أقامه محمد في القرن السابع في الجزيرة العربية، في الواقع هي "طوبى" نابعة من قطاع بائس من الطبقة الوسطى الجديدة . وكما في أي "طوبى برجوازية صغيرة"، فان مؤيديها في الممارسة يواجهون الاختيار بين محاولات بطولية عبثية لفرضها في مواجهة أولئك الذين يديرون المجتمع الحالي، أو المساومة معهم، بتوفير طابع إيديولوجي زائف لاستمرار القمع والاستغلال. وهذا هو حتما ما يؤدي إلى الانشقاقات بين الجناح الراديكالي الإرهابي من الحركة الإسلامية من جانب، والجناح الإصلاحي من الجانب الآخر. وهذا هو أيضا ما يدفع بعض الراديكاليين إلى التحول عن استخدام السلاح في محاولة إلى تأسيس مجتمع بدون "طغاة" إلى استخدامه لفرض أشكال السلوك "الإسلامي على الأفراد". ويتوصل هرمان إلى الاستنتاج العملي التالي "سوف نجد أنفسنا في بعض القضايا في نفس الجانب مع الإسلاميين ضد الدولة والامبريالية .كان ذلك مثلا في عدد من البلاد أثناء حرب الخليج الثانية. ويجب أن يكون صحيحا في بلاد مثل فرنسا وبريطانيا في مواجهة التمييز العنصري. وعندما يكون الإسلاميون في المعارضة، فان شعارنا يجب أن يكون "مع الإسلاميين أحيانا/ ودائما ضد الدولة" ولكن حتى في ذلك الوقت تستمر معارضتنا للإسلاميين حول قضايا أساسية. فنحن مع الحق في نقد الدين كما أننا مع الحق في ممارسته.... والاه من ذلك، نحن ضد أي إجراء يضع قطاعا من الدولة، والمستغلين في مواجهة قطاع آخر على أساس أصولهم الدينية أو العرقية . ويعني ذلك أننا كما ندافع عن الإسلاميين ضد الدولة، فإننا سوف ندافع ضد اضطهاد بعض الإسلاميين للنساء و ...عندما نجد أنفسنا في نفس الجانب مع الإسلاميين، فان جزء من مهمتنا هو الجدال الشديد معهم وتحدبهم ليس فقط في موقف منظماتهم من المرأة والأقليات ولكن أيضا المسألة الجوهرية ما إذا كان المطلوب التصدق من الأغنياء أو الإطاحة بالعلاقات الطبقية القائمة".
شكلت مقالة هرمان منعطفا هاما ورؤية جديدة- وان لم تجب على كل التحديات التي طرحتها ظاهرة النهوض الإسلامي - في طريقة تحليل وتعامل اليسار الماركسي مع ظاهرة اجتماعية وسياسية جديدة هي نمو الحركات الإسلامية وتزايد نفوذها الجماهيري بشكليها الإصلاحي أو المتشدد في معظم البلدان الإسلامية. وان شكلت، في الوقت نفسه، صدمة واعتراض لدى بعض الماركسيين الحاملين للتفسير الشائع والقديم بان الماركسية تعني حتما عداء للدين والمتدينين فحسب. 

"يسار" ديني !

وهنا تندرج مقالة الفيلسوف الماركسي ميشيل لووي – فرنسي من اصل أرجنتيني- عام 2005 بعنوان "أفيون الشعوب؟ الماركسية النقدية والدين"، لتشكل، في سياق اهتمامه المعروف بلاهوت التحرر في أميركا اللاتينية، خطوة هامة في إجلاء التطور التاريخي للموقف الماركسي من التدين والدين وفتح أفاق فكرية جديدة له، وقد تميزت مقالته بطابع انطولوجي ممتع بفضل تأثره العميق بالهيغلية، وركزت بنتائجها على ظاهرة لاهوت التحرر في أميركا اللاتينية، متجاهلة ظاهرة هامة جدا في الصراعات الاجتماعية والدولية هي الظاهرة " الإسلامية". 
وينطلق لووي من قناعة بان كلا من أتباع ومعادي الماركسية يتفقان على نقطة واحدة أساسية هي "أن الجملة الشهيرة لماركس: الدين أفيون الشعوب، إنما تمثل زبدة الفهم الماركسي للظاهرة الدينية، بينما الحقيقة هي أن هذه الصيغة لم تكن حصرا أو خصوصية للماركسية".
ويسرد لووي ويؤكد باستشهادات كيف أن هذه الجملة، أو ما يشابهها، نجدها في كتابات لمفكرين آخرين غير ماركس مثل "كانت وهيدر وفيورباخ وبرونو باور وآخرين كثيرين".
ويدعو لووي من اجل فهم أفضل للظاهرة الدينية إلى الاستعانة بحدس ارنست بلوخ، لأن "ارنست بلوخ يرى كما ماركس عام 1844 أن للظاهرة الدينية طابع مزدوج، طابع قمعي وفي نفس الوقت كمون تمردي". حيث أن بلوخ يرى في الصيغ التمردية والاحتجاجية للدين "احد أهم الأشكال للوعي الطوباوي، واحد أغنى التعبيرات عن مبدأ الأمل واحد المتخيلات القوية (لما لم يقم بعد)". بالرغم من أن ماركس وانجلز اعتقدا بان الدور التمردي للدين قد أصبح ظاهرة من الماضي، ولم يعد له أهمية في عصر صراع الطبقات الحديث. وفي حين تبين أن توقعهما "كان صائبا لمدة قرن" إلا من "بعض الاستثناءات الهامة وخصوصا في فرنسا، التي شهدت الاشتراكيين المسيحيين في سنوات الثلاثينات والرهبان العمال في الأربعينات ويسار النقابات المسيحية في الخمسينات..الخ".
ومع أن الطابع الاحتجاجي للدين قد برز مرة أخرى منذ أواخر القرن العشرين، إلا أن الاستنتاج العملي الوحيد لمقالة لووي اقتصر على دعوته إلى انه " من اجل فهم ما يجري منذ ثلاثين عاما في أميركا اللاتينية – لاهوت التحرر ومسيحيين من اجل الاشتراكية- يجب أن نأخذ بعين الاعتبار حدس بلوخ حول الكمون الطوباوي لبعض التقاليد الدينية". يقر لووي بشكل "خجول" بوجود "يسار" مسيحي، وإن لم يتطرق في مقالته للظاهرة الإسلامية فلأن ميشيل لووي، باعتقادنا، لا يرى مثيلا له فيها.

أكثر من أفيون

بعد كشف الطابع المزدوج للظاهرة الدينية، والتقاط الطابع الاحتجاجي لبعض تجلياتها في شروط تاريخية محددة، تأتي مقالة المفكر الماركسي البريطاني جون مولينو بعنوان "أكثر من أفيون: الماركسية والدين" المنشورة عام 2008، كاستكمال وتعميق لدراسة كريس هرمان المذكورة أعلاه. 
ينطلق مولينو من مقولة أساسية لفهم "الظاهرة"الإسلامية، تنسف الادعاءات الإيديولوجية السائدة المعادية للإسلام والمسلمين، حيث يوضح بأن ما يجعل الإسلام اليوم في قلب الأحداث العالمية ليس طبيعته الاستبدادية الخاصة به وحده أو طبيعة لاهوته أو عقائده بخلاف أي دين آخر، بل أن ما يضعه في هذا الموقع اليوم هو " أولا، أن غالبية السكان التي تقطن فوق اكبر احتياطي البترول والغاز الطبيعي في العالم هي مسلمة. وثانيا، أن مقاومة هذه الشعوب للامبريالية،منذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، اكتست صبغة إسلامية".
حيث انه لو كانت شعوب الشرق الأوسط بوذية لكنا وجدنا أنفسنا في مواجهة ظاهرة"البوذوفوبيا" (أي كره البوذية). ومؤكدا على أن الاسلاموفوبيا كمكون إيديولوجي للطبقة السائدة في الغرب إنما "تطورت على الصعيد الداخلي والعالمي باعتبارها مجرد غطاء إيديولوجي أساسي لتبرير الحروب الامبريالية". 
ويعيد مولينو قراءة الماركسية للدين ودوره، انطلاقا من أن الوعي الديني كأي وعي آخر له أساسه المادي فليس وعي البشر هو من يحدد وجودهم، بل على العكس، فان وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم (ماركس، مدخل لمساهمة نقد الاقتصاد السياسي).
ويصر مولينو على التأكيد على الطابع المزدوج للموقف الماركسي من الدين، إذ انه "من جهة، هو موقف مادي حازم، يرفض الإيمان الديني بكل أشكاله، لأن الأفكار الدينية مثلها مثل كل الأفكار هي منتجات اجتماعية وتاريخية، أي أنتجها البشر" ولكن على الماركسية "من جهة أخرى، أن تقدم تفسيرا ماديا للدين. فلا يكفي القول بأن الدين عموما أو دين محدد بشكل خاص هو مجرد أوهام تستولي على عقول الملايين من البشر، لأنه "في هذه الحالة يخطئ الموقف الماركسي في مساواته بين عقائد دينية في دول امبريالية وبين عقائد دينية لشعوب مضطهدة".
فالموقف الماركسي بحاجة إلى "تحليل الجذور الاجتماعية للدين بشكل عام ولعقائد دينية محددة... للتوصل إلى فهم الاحتياجات الإنسانية الحقيقية وللشروط الاجتماعية والنفسية والتاريخية التي تتطابق هذه العقائد معها".
ويعيد مولينو الاعتبار لنص لماركس يعتبره هام جدا و"مقلوب" للعالم كاف، ولم يحظ،برأيه، باهتمام أو انتشار جديرين به وهو مقتطف من "المدخل إلى نقد الاقتصاد السياسي لماركس"، وعلينا أن نقر سلفا انه نص مكثف جدا وصعب وليس سهلا ترجمته بأمانة إلى العربية.إذ يقول ماركس إن " الدين هو بالفعل وعي ذاتي واعتبار ذاتي لإنسان لم يستعيد بعد اعتباره لذاته أو قد فقده من جديد. لكن الإنسان ليس كائنا مجردا يحيا خارج العالم. الإنسان هو عالم الإنسان –أي- الدولة والمجتمع . وهذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين الذي هو وعي "مقلوب" للعالم. لأنهما-يقصد الدولة والمجتمع- مقلوبان. الدين هو نظرية عامة عن العالم، وهو موسوعته وملخصه، انه منطقه في صورته الشعبية، وهو النقطة الروحية المضيئة له وهو حماسه وعقابه الأخلاقي وملحقه الشعائري ومبدأه العام في عزاء النفس وتبريرها. إن الدين هو التحقق المذهل هو وهم الإنساني من اللحظة التي لم يعد فيها الجوهر الإنساني يتطلب واقعا حقيقيا. لذلك فان الصراع ضد الدين هو، بشكل غير مباشر، صراع ضد عالم نكهته الروحية هي الدين". 
ليس مهمة الماركسية النقاش المجرد للأفكار عموما أو الأفكار الدينية بشكل اخص إلا بالدرجة التي تعبر فيها الأخيرة عن مصالح اجتماعية فعلية. فالقراءة التاريخية للتيارات الدينية أينما كانت تظهر أنها كانت تعبيرا في كل مجتمع عن مصالح اجتماعية محددة فيه، ومن هنا أهمية ما طرحه انجلز في "الاشتراكية الطوباوية والعلمية" (مدخل الطبعة الانجليزية لعام 1892): "خلف كل دعوة دينية كان يوجد، وفي كل مرة، مصالح مادية ملموسة".

محاور الموقف الماركسي

يؤكد الاشتراكيون الماركسيون- في إطار عرضنا السابق وما اختتمه مولينو- أنهم، بخلاف ما هو شائع، يعارضون فكرة منع الدين . وهذا موقف سبق أن أعلن عنه الدين، عام 1874. وهم ليسوا فقط ضد فكرة منع الدين، بل أن الماركسيين يعتبرون أن الدين يجب أن يكون شأنا شخصيا في ما يخص علاقته مع الدولة . وأن تصان الحرية الدينية كاملة في ظل الرأسمالية الآن والاشتراكية في المستقبل. وهو موقف يتوافق مع ما عبر عنه لينين عام 1905 في "الاشتراكية والدين" حيث شدد لينين على انه " لا يجب أن يكون للدين علاقة بالدولة، ولا يجب أن يكون للهيئات الدينية صلة بالسلطة الحكومية. ومن حق كل فرد أن يكون حرا في ممارسة الدين الذي يرغب به، أو أن لا يرغب بأي دين كائنا ما كان، أي أن يكون ملحدا، وهو حال كل اشتراكي كقاعدة عامة".
إن الوسيلة الوحيدة التي يعتقد الماركسيون بزوال الدين من خلالها هي اندثاره التدريجي كنتيجة لزوال أسبابه الاجتماعية كالاستلاب والاستغلال والاضطهاد..الخ . وليس أبدا من خلال استخدام وسائل المنع أو القمع.
ينطلق الماركسيون في تحديد موقفهم من الحركاتأنصارها،ذات الطابع الديني، وهي عديدة ومتنوعة، من تحليلهم لدورها السياسي والاجتماعي الذي يستند على القوى والمصالح الاجتماعية التي تعبر عنها. وليس من ماهية معتقدات قادة هذه الحركات أو أنصارها، ولا من تحليل الماركسيون لعقائد ولاهوت الدين المعني.
ولهذا فا ن الاشتراكيين الماركسيين يرفضون فكرة المفاضلة بين هذا الدين أو ذاك بحجة أن معتقدات هذا الدين أو ذاك تجعل منه دينا أكثر تقدمية أو رجعية من الآخر. ما هو حاسم بالنسبة لهم ليس المعتقد الديني نفسه بل قاعدته الاجتماعية في ظرف اجتماعي محدد.
من يقوم بالثورات والتغيير هم العمال والجماهير بما فيهم المتدينين، وفي البلدان التي تطغى فيها المشاعر الدينية فان الحزب العمالي الاشتراكي يعلم أن الغالبية العظمى من العمال والجماهير لن تتحرر من أوهامها الدينية بفضل السجالات الفكرية أو الكتب والكراسات، بل هي ستتحرر من أوهامها من خلال المشاركة في النضالات والتغيير ومن ثم من خلال بناء الاشتراكية.
في هكذا شروط، أي في بلدان تطغى فيها المشاعر الديني حقا، أن واجب الحزب العمالي الاشتراكي أن يعمل من اجل أن لا يؤدي التمييز بين العمال المتدينين واللامتدينين إلى عرقلة وحدة نضال الطبقة العاملة والجماهير.
وفي حال أصبح الحزب العمالي الاشتراكي حزبا جماهيريا حقا، يعمل في أوساط الطبقة العاملة والجماهير الشعبية في أماكن عملها وسكنها، فانه سيجد حتما في صفوفه شريحة من العمال التي بقيت متدينة أو شبه متدينة . إن الحزب، هؤلاء العمال في صفوفه بسبب أوهامهم الدينية سيكون موقفا عصبويا ومثاليا. لأن الحزب، في هذه الحالة، يتعامل مع الوعي (وهنا نقصد الوعي الديني) باعتباره أعلى أهمية من الممارسة، فهو إذن موقف مثالي ولا مادي.
في الوقت ذاته، لا يعني هذا، بل ولا يجب، أن يتحول الحزب العمالي الجماهيري إلى حزب ديني، أو حزب تقوم سياساته أو إستراتيجيته أو تكتيكاته على التأثر بالاعتبارات الدينية. فالنضال العمالي والجماهيري الشعبي لهكذا حزب توجهه نظرية تعبر عن المصالح والمفاهيم المشتركة لنضال الطبقة العاملة: هي الماركسية، من وجهة نظرنا. لكن على الحزب العمالي أن ينمي تثقيف وتعليم أعضائه المتدينين والتأثير فيهم، وليس العكس.
مع انهيار الاتحاد السوفياتي سابقا ودول أوربا الشرقية تفكك وانهار اليسار الراديكالي عموما والماركسي خصوصا على الصعيد العالمي، بيد أن نهوضا ملحوظا له بدأ منذ عام 1995، مما يستدعى طرح إستراتيجية جديدة لإعادة بنائه في بلادنا بالارتباط مع ضرورة بناء أحزاب يسارية واسعة، وهذا يتطلب منا قراءة جديدة لسياسات التحالفات تعترف أولا بتعددية وتنوع أطياف اليسار. وهذا ما يستحق دراسة خاصة له انطلاقا من واقع بلادنا. 

غياث نعيسة 
كاتب سوري مقيم في فرنسا

صدر المقال عام ٢٠١٠

Partager cet article
Repost0
15 mars 2012 4 15 /03 /mars /2012 23:24



عاشت الثورة السورية

 

غياث نعيسة و جاك بابل


2012 / 3 / 15

 

عاشت الثورة السورية


في 15 آذار عام 2011 تجرأ عشرات الشباب السوريين في وسط مدينة دمشق، حيث تأثروا بالأمل المتصاعد في المنطقة العربية بفعل الثورة التونسية والمصرية، على تنظيم مظاهرة صغيرة تطالب بالحرية للشعب السوري الواقع تحت حكم متعسف منذ أكثر من أربعين سنة. بعد ثلاثة أيام، هبت مدينة درعا بعد القمع الوحشي للأطفال الذين كتبوا شعارات سياسية على جدار في المدينة. وقمعت القوى الأمنية مظاهرة حاشدة بطريقة وحشية وأغرقتها بالدماء. وبعد هذا التاريخ، انتشرت الثورة في كل المدن السورية.

ونظرا إلى الطبيعة الشمولية للأوليغارشية الحاكمة تحت قيادة آل الأسد، فإن الحياة السياسية المستقلة كانت ممنوعة على المجتمع السوري. أجيال من المناضلين، وخاصة من اليسار، جرى قمعهم بقسوة على مدى العقود الماضية، حيث سجنوا، أو قتلوا تحت التعذيب، أو طردوا من البلاد نحو المنفى. العمل النقابي يخضع لسيطرة المنظمات المرتبطة بالأجهزة الأمنية وبحكم الحزب الواحد، حزب البعث، فحظرت كل حركة نقابية مستقلة. هذا الاحتكار للحياة السياسية والنقابية، مقرونا بالقمع الوحشي، سمح للنظام خلال السنوات الماضية تنفيذ سياسة نيوليبرالية الأكثر عدوانية في المنطقة. والأمر الذي أدى إلى إفقار مدقع لفئات واسعة من المجتمع، من العمال، من العاطلين عن العمل، من الفلاحين المحرومين من أراضيهم، الذين يشكلون القوة المحركة للثورة السورية. هذا ما يفسر الطبيعة الاجتماعية للثورة وإرادتها الكفاحية البطولية، كما يفسر سبب رعب البرجوازية المحلية، إضافة إلى قلق الدول العربية الرجعية والحكومات الغربية.

ومارس النظام قمعا لا هوادة فيه ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاطه، بالإضافة إلى القصف والحصار وتدمير الأحياء والمدن الثائرة كحمص، فسقط آلاف القتلى، وجرح عشرات الآلاف وغالبا ما تعرض السجناء للتعذيب. وكل مرة قام جيش النظام، أو القوى الأمنية والميليشيات الدموية باجتياح أحد الأحياء، في اليوم التالي تخرج المظاهرات الاحتجاجية في المكان نفسه. النظام، وعلى الرغم من كل الفظائع التي يرتكبها، يفقد مرة بعد مرة قوته أمام الانتفاضة الشعبية. ولحسن الحظ فإن تحريضه الطائفي لم يفلح. وأكبر مدينتين، دمشق وحلب، أصبحتا مركزا للاحتجاجات الطلابية. الثورة السورية وصلت اليوم إلى مركز السلطة.

نعم للتضامن لا للتدخل العسكري
الشعب السوري يواجه لوحده آلة الموت والدمار. وهو يطالب مساعدة دولية ويرفض تدخلا عسكريا أجنبيا على أرضه. النظام يتهم المعارضة بأنها تستدعي هذا التدخل، ولكن إذا حصل هذا التدخل، فإنه سيكون لصالح الديكتاتور، على سبيل المثال، المساعدات العسكرية والاستخبارية والتقنية المقدمة من حكومتي إيران وروسيا بهدف سحق الثورة. وعلاوة على ذلك، اغلبية العقوبات الاقتصادية تصيب الشعب واستعملت من قبل النظام كحجة لممارسة، سياسة تقشفية، التقنين ورفع أسعار المواد الأولية من أجل إضعاف أكثر فأكثر الجماهير الثائرة. بكل الأحوال، لا يمكننا الوثوق بسياسة القوى العالمية والإقليمية التي تدافع عن مصالحها الذاتية.

الإضراب العام والعصيان المدني الذي بوشر في 11 كانون الأول الماضي، بالإضافة إلى استمرار المظاهرات اليومية، تشكل العامل الأساسي لهذه الثورة. المقاومة المسلحة للجنود المنشقين وبعض المدنيين المسلحين هي ردة فعل مفهومة لأنها تقف بوجه الوحشية والانتهاكات البشعة ضد المدنيين، لكنها تبقى محدودة. منذ سنة، وملايين السوريين ينزلون إلى الشوارع للمطالبة بالحرية، المساواة والعدالة الاجتماعية وببلد حر ومستقل.

اليوم، إنهم أكثر إصرارا للتخلص من نظام الأسد، لكنهم بحاجة إلى تضامن دولي من شعوب العالم. الحركة العمالية والديمقراطية، واليسار بقوا مترددين جدا، حتى حجبوا نظرهم عن مشروعية والبطولة العظمى التي تميز هذه الثورة. حان الوقت لبناء تضامن شعبي دولي، ليساهم ببناء مستقبل تقدمي للشعب السوري.

================================================================
نشر المقال المشترك كافتتاحية لعدد اليوم 15 اذار في جريدة TEAN الناطقة باسم الحزب الجديد المعادي للرآسمالية في فرنسا, المخصص للذكرى السنوية الاولى للثورة السورية. جاك بابل هو احد قادة الحزب المذكور.
================================================================
ترجمه: وليد ضو
المصدر: npa2009
تاريخ النشر: الخميس 15 اذار 2012

 

Partager cet article
Repost0
15 mars 2012 4 15 /03 /mars /2012 16:41

ائتلاف وطن» في سوريا: سلميّة مدنيّة تعدُّديّة


العمل الميداني والاعلامي سمة بارزة لناشطي منظمات «إئتلاف وطن» (خليل مزرعاوي ــ أ ف ب)

بعيداً عن صراع المعارضات السورية، بين أجنحة الداخل والخارج، و«المجلس الوطني» و«هيئة التنسيق»، سجّل الشهر الماضي ولادة لائتلاف معارِض يضمّ نحو 14 منظمة مدنية ـــ سياسية، معظم قواعدها في الداخل، ويطغى عليها الطابع الشبابي المطعَّم بخبراء في العمل السياسي المعارض منذ عقود. المرونة سمة الائتلاف، والعناوين العريضة لا تمنع العثور على خط بياني يجمع ما بين المكوِّنات

عاصي أبو نجم

دمشق | منذ اندلاع التحركات الشعبية السورية في منتصف آذار الماضي، عادت السياسة الشغل الشاغل للسوريين بعد خلو الساحة لما يزيد على العقود الخمسة من أي عمل سياسي. وفور انطلاق شرارة التحركات قبل نحو عام، بدأت القوى تتشكل وفق مقتضيات محلية وثقافية وبحكم الضرورة المطلبية أيضاً، وتشكلت المجالس والهيئات من رأس الهرم ومن القواعد. تقاطعت وتضاربت وخُوِّنَت وفُكِّكَت، ثم أعيد إنتاجها مراراً وتكراراً، ضمن قواعد التكيّف والقدرة على تلقُّف نبض الشارع.

وفي زحمة الائتلافات والتحالفات المعارِضة، أُعلنت من قلب دمشق، ولادة «ائتلاف وَطَن» في 13 شباط الماضي، ليضم مجموعة من القوى والحركات المدنية والاجتماعية والسياسية الحديثة التكوين جميعها، «بهدف تعزيز الانخراط في ثورة شعبنا السوري والمساهمة في تذليل العقبات التي تعترضها، من قبيل المساهمة في إنتاج رؤية سياسية، وردم الهوة بين القوى السياسية والحراك الشعبي، وتعزيز السلم الأهلي»، كما ورد في بيانه التأسيسي الذي يحدّد هدفه «بإسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الديموقراطية التي تتطلب لبنائها إقامة أوسع تحالف ممكن يضم كل فئات شعبنا وأطيافه وتعبيراته السياسية».
ويركّز بيان «ائتلاف وطن» على «الطابع السلمي للثورة»، فهو «قيمة أخلاقية تتفوق فيها على النظام القمعي واستراتيجيا ناجعة في مواجهته». وفي الموقف من العناوين العريضة المطروحة حول الأزمة السورية حالياً، يشير البيان التأسيسي إلى الحرص على إسقاط النظام «بالقوى الذاتية للشعب السوري العظيم»، ويرى في الانشقاقات العسكرية «استجابة لدوافع أخلاقية سياسية، ونتيجة لإقحام الجيش في قمع أخوته وأهله»، مرفقاً بتشديد على ضرورة «أن يتبع الجيش السوري الحر للقيادة السياسية المفرزة من قوى الثورة». وتناول البيان التأكيد لحقوق الأقليات القومية في إطار الوحدة الوطنية، والحرص على إقامة علاقات متوازنة مع كل دول المنطقة والعالم، مع تسجيله «عتباً» تجاه «الدول التي تقف الآن إلى جانب النظام». وتوقف البيان التأسيسي عند إسرائيل، إذ أكد أن «تحرير أرضنا المحتلّة (الجولان) والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لتقرير مصيره، ليس محلاً لأيّ مساومات في سياق إنجاز الثورة».
باختصار، «ائتلاف وطن» مولود محمَّل بالكثير من أمنيات مؤسِّسيه، لكن لا أحد يضمن له العمر الطويل في زمن التقلُّبات؛ فبين من يرى فيه محاولة لتوحيد المعارضة إلى من يراه بديلاً لها، يبقى مصراً على أنه ليس بديلاً لأحد، ولا «خطّاً ثالثاً ولا رابعاً ولا خامساً، بل مجرد محاولة لتوحيد قوى وناشطين يجمعهم هدف تغيير النظام بالقوى الذاتية والحفاظ على سوريا موحَّدة ومدنية وديموقراطية ومعادية لإسرائيل».
تجدر الإشارة إلى أن جميع القوى المنتسبة إلى «ائتلاف وطن» في الداخل السوري، تعمل تحت ظروف أمنية شديدة الصعوبة، مع شبه استحالة عقد مؤتمر موسَّع يشمل جميع المندوبين والأعضاء، وغالباً ما تكون الأسماء المعلنة هي لشخصيات اعتبارية داخل سوريا أو خارجها.
وقد وقّع البيان التأسيسي لـ«ائتلاف وطن» 9 قوى مدنية وسياسية انضمت إليها لاحقاً 5 قوى أخرى: 1ـــــ حركة معاً من أجل سوريا حرة وديموقراطية». 2 ـــــ اللقاء الوطني. 3 ـــــ الكتلة الوطنية في سوريا. 4 ـــــ تيار مواطنة. 5 ـــــ ائتلاف اليسار السوري. 6ـــــ لجنة العمل الوطني الديموقراطي في جرمانا. 7 ـــــ رؤية للتغيير. 8 ـــــ اليسار الثوري في سوريا. 9 ـــــ لجنة دعم الثورة السورية. وعقب إعلان البيان التأسيسي، فإنّ مجموعة أخرى من الحركات المماثلة قد وقعته، هي: 10 ـــــ حلم. 11 ـــــ تجمع الطريق. 12 ـــــ المبادرة الوطنية في جبل العرب. 13 ـــــ كوادر من الشيوعيين في جبل العرب. 14 ـــــ حركة التنوير المدني.
ما يجمع بين هذه التنظيمات تقارب رؤاها السياسية، ونزوعها إلى العمل المدني السلمي، ورفضها الأخلاقي للعنف، وإيمانها «بضرورة إسقاط النظام كمقدمة ضرورية لبدء عملية البناء لسوريا الجديدة»، ورفض معظمها التدخل الخارجي. وما يلفت الانتباه هو خروجها من مناطق مختلفة، وكثافة مشاركة الأقليات الطائفية فيها، واعتنائها بمسائل مدنية محددة للغاية كالسلم الأهلي، ورغبتها في التجمع للخروج من حالتها المناطقية، ولذلك حين توصَف هذه التنظيمات بـ«المدنية»، فالمقصود يكون سعيها إلى أن تشمل كامل الأراضي السورية.
في ما يأتي نبذة عن بعض التنظيمات الأساسية لـ«ائتلاف وطن»:
1 ـــــ حركة معاً من أجل سوريا حرة وديموقراطية:
تأسست في 23 حزيران الماضي، وهي تعرِّف نفسها بأنها «حركة مدنية ذات انحياز تام للشعب السوري، تدعم النضال السلمي للشعب من أجل الحرية والعدالة والديموقراطية وبناء الدولة المدنية، وفضح نهج العنف ومقاومته بأشكاله ومصادره كافة، وتعزيز الوحدة الوطنية ومقاومة كل أشكال التحريض الطائفي والتفرقة بين السوريين، وتعزيز القيم الوطنية ومناهضة التدخل الخارجي وسياسات الهيمنة، وتعزيز ثقافة الاختلاف وقبول الآخر، ونشر ثقافة حقوق الإنسان، ومفهوم المواطنة والأسس التي ينبني عليها». وكانت «معاً» طرفاً مؤسِّساً في «هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي». من أهم موقِّعي بيانها التأسيسي الدكتور منذر خدام والدكتور منذر بدر حلوم والمخرج أسامة محمد والكاتبة خولة دنيا.
2 ـــــ اللقاء الوطني:
أُعلنت ولادته في إسطنبول بتاريخ 15 كانون الأول 2011، ويتألف من مجموعة «اتجاهات فكرية ومن تجارب سياسية متنوعة»، ودوره الأساسي هو العمل على «إسقاط النظام سلمياً»، وإقامة «نظام وطني يرسخ دولة العدالة والمساواة، دولة الحرية والكرامة، بالتنسيق بينه وبين المعارضة الوطنية الداخلية والخارجية واللجان والتنسيقيات المحلية الأخرى».
من أهم الأعضاء المؤسسين لـ«اللقاء الوطني» الدكتور المهندس مروان الخطيب، ورجل الأعمال الشيخ خالد العقلة. ومن الملاحظ تبني «اللقاء»، ذي الخلفية الإسلامية المعتدلة، لخطاب مدني ديموقراطي.
3 ـــــ الكتلة الوطنية في سوريا:
تمييزاً لنفسها عن حركة أخرى تحمل الاسم نفسه، وكلتاهما تحملان الاسم التاريخي نفسه لـ«الكتلة الوطنية» الناشطة بين 1920 و1946، التي كانت «التعبير السياسي للثورة السورية الكبرى» زمن الاستعمار الفرنسي. أصدرت «الكتلة الوطنية» الحديثة الولادة مجموعة مسودات لبيانها التأسيسي لفتح المجال أمام تعديلها وفتح النقاش حولها والاستجابة للتطورات الميدانية والسياسية الراهنة. تعرّف «الكتلة» نفسها بأنها «عبارة عن تجمع واسع الطيف في الداخل السوري، يضم مجموعات من القواعد الثائرة بغض النظر عن الدين أو الطائفة». وترى «الكتلة» أن النهج السلمي هو «الطريق الأفضل للوصول إلى الحرية»، وترفض التدخل الخارجي وتحمل النظام مسؤوليته إذا حدث. الناطق الرسمي باسم الكتلة هو الدكتور أيهم حداد، وهو مقيم في الولايات المتحدة.
4 ـــــ تيار مواطنة:
نشأت المجموعة في آذار 2011، وتطورت إلى تيار يصف نفسه بأنه مجموعة من «الناشطين الديموقراطيين من أجل مواطن فرد حر كريم متساوٍ في نظام مدني ديموقراطي تعددي». و«مواطنة» من بين التيارات القليلة التي أصدرت تقريراً سياسياً مطولاً يجعلها أشبه بحزب لكنه يتميز بمرونة واسعة، ولا يجد حرجاً في النقاش العلني حول الطائفية والجيش الحر والتدخل الخارجي. ويضم «مواطنة» معارضين يساريين سابقين، ويتميز بتبنيه لأفكار ليبرالية واضحة، ويعتمد نهجاً ديموقراطياً «منفتحاً».
5 ـــــ لجنة العمل الوطني الديموقراطي في جرمانا:
مدينة جرمانا في ريف دمشق تمثّل نموذجاً للتعايش السلمي بين مكوِّناتها، لذلك يرى المعارضون أنّ «اللجنة»، بانضمامها إلى «ائتلاف وطن»، أوجدت بعداً جديداً لها يتخطى حواجز المكان والأقليات فيه.
6 ـــــ اليسار الثوري في سوريا:
هم مجموعة تروتسكية الهوى تعرّف عن نفسها بأنها «مجموعة من الماركسيين واليساريين الثوريين في سوريا، تتبنى وثيقة البرنامج الانتقالي لليسار الثوري في سوريا، وتعمل من خلال انخراطها في الثورة الشعبية الجارية على إعادة توحيد اليسار الماركسي الثوري وبنائه». يضع خطابها السياسي مهمات انتقالية راهنة ومباشرة تتضمن «إسقاط النظام وقيام حكومة ثورية مؤقتة تعمل على تفكيك البنية الأمنية للدولة، والدعوة إلى انتخاب جمعية تأسيسية على أساس التمثيل النسبي تضع دستوراً لدولة مدنية ديموقراطية وتعددية».
7 ـــــ لجنة دعم الثورة السورية:
هي مجموعة من اليساريين والديموقراطيين الملتزمين إسقاط النظام، وبناء «مجتمع جديد حر علماني يقوم على احترام حقوق الإنسان وسيادة دولة القانون». وتؤكد «اللجنة» «سلمية الثورة وحضاريتها وحماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية واحترام حقوق الأقليات القومية». ويختصر شعارها باللاءات الثلاث: لا للدكتاتورية، لا للطائفية، لا للتدخل العسكري الخارجي.
8 ـــــ حركة اللجان المدنية (حلم):
حركة غير سياسية بمثابة تجمّع لمواطنين من مختلف التيارات السياسية والانتماءات المناطقية والطوائف، «مؤمنون بدور الحراك المدني في الثورة السورية على النظام وبناء المجتمع والدولة المدنية الديموقراطية». وتسعى «حلم» إلى إنجاز «تعاون مع الهيئات والمنظمات الحكومية والمدنية والقانونية في مجالات حقوق الإنسان والطفولة والمرأة والثقافة والعلوم والبيئة والحيوان في سوريا والعالم».
9 ــــ تجمّع الطريق:
صدرت ورقته التأسيسية في مطلع تشرين الثاني الماضي، وأعضاؤها «مجموعة من الشباب والشابات الذين شاركوا في مختلف فعاليات الثورة السورية لإسقاط النظام والحفاظ على سلمية ثورتهم ووحدة مكونات الشعب». وتشير الورقة إلى أن الهدف من إنشاء التجمع هو «العمل الميداني ودعم الحراك الثوري السلمي في الشارع، والتعبير سياسياً عن تطلعات أعضائه إلى دولة مدنية ديموقراطية، وهو موجود في جميع المحافظات السورية، ويرفض أي تمويل داخلي أو خارجي، ورفض السلوك الطائفي والمناطقي ».
10ـــــ المبادرة الوطنية في جبل العرب (السويداء):
ظهرت المبادرة بتاريخ 15 كانون الأول الماضي، وهي تعمل من أجل «تحالف مختلف القوى الوطنية التي تسعى إلى إنجاز الانتقال السلمي إلى الدولة الديموقراطية المدنية المستندة إلى دستور عصري متقدم يطلق حرية الفرد والحريات العامة، ويضمن حق المواطن والمساواة والعدالة الاجتماعية».
11ـــــ كوادر من الشيوعيين في جبل العرب:
هم أعضاء وكتل منشقة من الأحزاب الشيوعية التقليدية وكتلة اليسار التاريخية والتاركين للأحزاب في السويداء، الذين وجدوا أنهم يتعارضون مع طروحات أحزابهم التي تتبنّى وجهة نظر النظام.
12ـــــ حركة التنوير المدني:
هي حركة تصف نفسها بأنها «حركة غير سياسية أنشأها بعض الشباب السوري بهدف رسم بعض الخطوط العريضة وتوجيه البوصلة ناحية الثقافة الاجتماعية والسياسية». لكن اعتقال بعض مؤسسيها وناشطيها أفقدها الزخم وسبب توقف عملها. و«حركة التنوير» اليوم تنبض بالحياة مجدداً استناداً إلى عمل الكثير من ناشطيها في مجالات الإغاثة والإعلام والثقافة والسياسة، بالإضافة إلى انخراطهم بنحو واسع في الحراك الميداني.


ائتلاف اليسار السوري

وُلد هذا التنظيم في تموز الماضي، كتجمُّع لكتل شيوعية انشقت عن أحزابها، ويساريين من خارج الأحزاب أصلاً وشباب دخل لتوه إلى اليسار. تجمعهم المشاركة في الحراك الساعي إلى إسقاط النظام، ويسعى إلى «تفعيل دور العمّال والفلاحين وذوي الدخل المحدود المشاركين في هذه الانتفاضة». يعود «الائتلاف» في وثيقته إلى جذور الصراع الطبقي في سوريا، ويضع المهمات للكوادر فيه «كماركسيين ثوريين، يلتصقون بالطبقات الشعبية ويدافعون عنها، ويسعون إلى أن تصبح هي القوة الحاكمة لتأسيس دولة مدنية حديثة تقررها الإرادة الشعبية، إرادتهم هم، بما يقود إلى حل الأزمات العميقة التي نشأت في الاقتصاد والتعليم والصحة، وفي بنية الدولة التي تكرست كسلطة مستبدة». ويضع لنفسه مهمات نضالية من أجل «البناء الاشتراكي والديموقراطي لسوريا الجديدة». ويركز «ائتلاف اليسار السوري» على أن الصراع من أجل التغيير «يتأسس على رؤيتنا العامة للصراع ضد الإمبريالية»، لذلك فهو يدعم المقاومة «باتجاه تطوير الصراع إلى حرب حقيقية لتحرير الأرض».

Partager cet article
Repost0
15 mars 2012 4 15 /03 /mars /2012 16:37

الثلاثاء 13 آذار (مارس) 2012

  بقلم: هلموت داهمر

   
 
 

في الثالث من آذار /مارس الحالي 2012، توفي الرفيق جاكوب مونيتا، عن 97 عاماً قضى كل الجزء الراشد منها مناضلاً ثورياً لا يلين ،في خدمة قضية التغيير الثوري، والكفاح المعادي للإمبريالية، وكل أشكال الاضطهاد والقمع والاستغلال، وامتهان الكرامة الإنسانية.

كان مونيتا، مثله مثل إسحق دويتشر، وآخرين عديدين، "يهودياً غير يهودي". كما أنه واحد من نصراءَ قلَّةٍ وهبوا أنفسهم كلياً للنضال الأممي والديمقراطية المجالسية.

هاجرت عائلته من بولندا، بعد الحرب العالمية الأولى، إلى مدينة كولن الألمانية، هرباً من الاضطهاد العنصري لليهود اليساريين. وقد تعرَّف، في الأعوام التي سبقت وصول النازية إلى السلطة، لكتابات تروتسكي، و"المعارضة اليسارية" الشيوعية. وقد هاجرت عائلته، بعد العام 1933 ،إلى كوبا، فالولايات المتحدة، في حين انتقل هو إلى فلسطين، وأمضى ست سنوات في أحد الكيبوتزات ، قبل أن يقرر القطع النهائي مع "اليسار" الصهيوني، بعد انتفاضة 1936-1939 الفلسطينية، ويؤسس ، مع آخرين، النقابة الوحيدة ، غير الطائفية، التي جمعت فلسطينيين ويهوداً.

في العام 1948 ، عاد إلى كولن، وانضم هناك إلى المجموعة الماركسية الثورية الصغيرة، التي التحق بها مهاجرون عائدون، وعمال شباب، وطلاب اشتراكيون. وبين 1953 و 1962، كان ملحقاً اجتماعياً في سفارة ألمانيا الغربية في باريس، ومن هناك قدم مساندته - وإن بشكل سري - للثورة الجزائرية. وقد أصبح عضواً قيادياً في " التجمع الماركسي الأممي"(الفرع الألماني للأممية الرابعة،آنذاك)، ثم في "الحزب الاشتراكي الموحَّد"،الذي شكل اندماجاً بين "التجمع" وحزب ال KPD الماوي سابقاً. وبات، منذ العام 1993، وحتى 1995، عضواً في قيادة حزب الديمقراطية الاشتراكيةPDS ،الذي قام على انقاض الحزب الحاكم في ألمانيا الشرقية، بعد توحيد الالمانيتين. ولقد بقي يكتب في صحافة الأممية حتى عمر التسعين. وله عدد لا يحصى من المقالات الصحفية. كما كتب العديد من الكتب، بين أهمها دراسة نقدية شاملة للسياسة الاستعمارية، للحزب الشيوعي الفرنسي، نشرت له في العام 1968، عدا عدد واسع من الترجمات، في التاريخ، والعلم الاجتماعي.

تعرفت إلى الرفيق جاكوب، في العام 1985، خلال حضور كِلَيْنا المؤتمر الثاني عشر للأممية الرابعة. وقد أدهشتني، في حواراتنا الشخصية، يومئذ، حرارة التضامن الذي أبداه - سواء مع الشعب الفلسطيني، الذي لم تكن بعيدة، بعد،عن أذهان الثوريين، ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا، التي تعرَّض لها على الأرض اللبنانية، أو مع الشعب اللبناني، الذي كان في عز مرحلة مقاومته الاحتلال الإسرائيلي، الذي تلا اجتياح 1982.

"كان شعار حياته، كما كتب الرفيق هلموت داهمر، في النبذة التي كتبها عنه، بالألمانية، وتُرجمت إلى الإنكليزية _ وأنا اختصرها هنا _ كلمة شيشرون المشهورة "طالما أتنفس، فأنا آمل"، وهو الشعار نفسه الذي كان يحفز نضال الثوري الروسي، الأممي ،الكبير، ليون تروتسكي، الذي طالما ألهمت سيرته وكتاباته الرفيق الراحل.

هلموت داهمر

تعريب كامل داغر

Partager cet article
Repost0
11 mars 2012 7 11 /03 /mars /2012 16:34

 لتحميل العدد الثالث لشهر اذار - مارس من جريدة الخط الامامي لسان حال تيار اليسار الثوري في سوريا 

يرجى الضغط على الرابط

 

linkالخط الامامي العدد الثالث اذار ٢٠١٢ 

 

Partager cet article
Repost0