Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
27 juin 2013 4 27 /06 /juin /2013 12:00

 

سوريا: سلاحكم يقود إلى جنيف، النصر تخلقه الثورة
ديلاوير عمر|فنون الثورة السورية
الكاتب/ة: جوزف ضاهر
ترجمه‫ الى العربية‫:‬ وليد ضو      

‫كانت المسألة السورية على رأس جدول المناقشات في قمة مجموعة الثمانية في إيرلندا الشمالية، وفي مؤتمر الدوحة الذي جمع من يسمون بـ"أصدقاء" سوريا، ومن ضمنهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.‬

‫في مؤتمر الدوحة، أعلنت العديد من الدول عن استعدادها لتكثيف المساعدات للثوار في محاولة منها لإعادة التوازن إلى ميزان القوة لصالح الثوار السوريين وذلك قبل عقد مؤتمر "السلام" في جنيف. "انتصارات" وتقدم النظام السوري على الصعيد العسكري أثار مخاوف القوى الغربية ودول الخليج التي تعتقد أنها ستخسر الفرصة لفرض شروطها خلال التسوية التي يُحَضر لها في المستقبل. ولذلك أرسلت شحنة الأسلحة إلى الجيش السوري الحر.‬

‫ومع ذلك، لا تزال القوى الغربية ترفض تقديم الأسلحة. وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أعلن بوضوح أن فرنسا لا ترغب في تزويد الثوار بأسلحة لأن ذلك من شأنه أن "يسبب نتائجا عكسية" لاحقا على باريس.‬

وأكد الجيش السوري الحر عن تلقيه يوم الجمعة ٢١ حزيران ٢٠١٣ من الخارج كميات من الأسلحة "الحديثة" التي يمكن "أن تغير مسار المعركة"، بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات ومضادة للمدرعات. وطالب الثوار بأسلحة ثقيلة لحماية المناطق من القصف ومن هجمات النظام. المساعدة العسكرية الأخيرة أتت بشكل رئيسي من السعودية وقطر.

تسليم شحنة الأسلحة هذه لم تغير من أهداف القوى الدولية الكبرى التي أكدت عليها خلال قمة مجموعة الدول الثمانية وفي مؤتمر الدوحة. وقال وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري أن الثوار يحتاجون إلى دعم أكبر من أجل "الذهاب إلى جنيف" وتغيير "الخلل في ميزان القوى على أرض المعركة". في كل الأحوال، انتصار الثورة الشعبية في سوريا لم يكن ولن يكون جزءا من أجندة القوى العظمى، ولكن القوى الغربية والخليجية تهتم حصرا بمصالحها هي. الجماهير الثورية في سوريا على بينة من هذه اللعبة، كما قرأنا على اللافتات التي رفعت في كفرنبل، خلال تظاهرة يوم الجمعة ٢١ حزيران ٢٠١٣: "أوباما أنت ترسل "أسلحة" ليستمر النزاع؟! أعطنا الأسلحة حتى تفوز ثورتنا مرة واحدة وإلى الأبد!"

ولم تتوقف الدعوات لتنظيم مؤتمر "سلام" لسوريا، سمي جنيف ٢، في حين كان الغرب وروسيا يعلن عن رغبتهم بالوصول إلى اتفاق يقوم على تشكيل حكومة انتقالية بـ"التراضي" بين المعارضة والنظام. والفرق الوحيد بين موقف الحكومات الغربية ودول الخليج من جهة، وإيران وروسيا والصين من جهة أخرى يقوم على معرفة مصير الديكتاتور بشار الأسد. روسيا تريد المحافظة عليه، في حين تريد القوى الغربية زعيما جديدا، يخدم مصالحها أكثر من بشار الأسد.

وأعرب زعماء مجموعة الدول الثمانية عن "قلقهم الشديد" من "التهديد المتزايد للإرهاب والتطرف في سوريا"، وتباكوا على "الطبيعة الطائفية للنزاع" في البلاد. هذه التصريحات تتجاهل تماما صمود الجماهير الثائرة التي لا تزال تعارض الطائفية، التي تعززت بفعل أعمال النظام وبعض فصائل المعارضة بدعم من دول الخليج، إلى جانب الجماعات التي تقوم بأعمال إرهابية كجبهة النصرة. وفي كثير من المناطق المحررة في سوريا، نظمت العديد من الاعتصامات المناهضة لاعتداءات وتصرفات جبهة النصرة والمجموعات المشابهة لها.

مجموعة الدول الثمانية (التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا)، طالبت النظام السوري والمعارضة بأن "تتعهد بالتزام مشترك" في مؤتمر لـ"السلام" في المستقبل في جنيف "لتدمير وطرد كل المنظمات والأفراد المرتبطين بالقاعدة وغيرها من المنظمات المشاركة في الإرهاب". الطريقة الوحيدة لوقف الإرهاب ولاستعمال الطائفية سواء من قبل النظام أو من جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة هو في استمرار الثورة حتى سقوط النظام وانتصار الجماهير وتحقيق أهداف الثورة: الحرية والعدالة الاجتماعية. الطريقة الوحيدة للتغلب على هذه الصعوبات هو من خلال تعزيز التنظيم الذاتي للطبقات الشعبية، وليس من خلال الاتفاقات المبرمة بين القوى الإمبريالية والنظام الإجرامي والجانب الانتهازي من المعارضة السورية على حساب الجماهير الثورية. ففي المناطق المحررة في سوريا، التي تخلصت من النظام، نشهد تزايد المعارضة لجبهة النصرة والجماعات الرجعية المماثلة لها. هذا الأمر ليس ميكانيكيا، ولكن من الواضح أن الإطاحة بالنظام والتعزيز الذاتي للجماهير هو الطريق الفضلى لبناء مجتمع قائم عل الحرية والكرامة التي يمكن أن تتعارض مع المجموعات المتسلطة والرجعية.

شحنة الأسلحة الأخيرة، التي لا تزال بكمية قليلة، لا تسمح بأي حال من الأحوال بانتصار الثورة السورية، ولكنها تنحصر في تعديل ميزان القوى، وهذه الشحنة هي أقل بكثير من كميات الأسلحة التي تقدمها إيران وروسيا إلى النظام الإجرامي ولكن تهدف إلى بقاء الثوار ودفعهم إلى قبول اتفاق مع النظام.

ومن شأن الاتفاق مع النظام السوري أن ينهي السيرورة الثورية في سوريا وهزيمتها بالتالي، ولهذا السبب إن البديل الوحيد لسوريا ديمقراطية واشتراكية ومستقلة هو باستمرار الثورة الشعبية بأشكالها السلمية والعسكرية، وبدعم من المنظمات التقدمية وأصحاب الضمائر الحية في العالم، وأن تسلم الحكومات الغربية وغيرها الأسلحة، من دون شروط سياسية، إلى أجزاء من الجيش السوري الحر، التي تخدم أهداف الثورة والمكلفة من الجماهير للدفاع عن الثورة.

النصر للثورة الشعبية في سوريا والمجد لشهدائنا!

Partager cet article
Repost0

commentaires