Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
17 janvier 2013 4 17 /01 /janvier /2013 10:21
إلى الأستاذ ياسين الحاج صالح
من مظاهرة 15 آب 2011 تضامنا مع الثورة السورية- بيروت|بعدسة نضال مفيد
الكاتب: د. باسل ف. صالح

 

يبدو أن الأستاذ ياسين الحاج صالح -من خلال اتهامه لليساريين على صفحته على الفايسبوك "بقلة الشرف وانعدام الضمير والخسة" ويعتبر أنهم لم يتضامنوا مع الثورة السورية ولم يوقعوا على بيانات مناهضة للعنصرية، كما يدعي الحاج صالح وأن اليساريين في لبنان لم يساعدوا المهجرين السوريين على عكس ما قام به أصدقائه "الليبراليين"، كل ذلك على حد قول ياسين الحاج صالح- ينسى أو يتناسى العديد من التفصيلات والمواقف، ويبدو أن أحكامه مبرمة كأحكام أي طاغية آخر، لدرجة أنه يذهب بعيداً في الاتهامات بحيث لا يترك لنفسه مكاناً للعودة، أو حتى للتفكر قليلاً قبل إبتداع الحلول الجاهزة والأقوال التي تتأتى عن منهجية شمولية عهدناها مع الأنظمة القمعية وأنظمة الطغيان والفاشية.

لذلك، يتفاجأ الإنسان من سرعة اطلاق الاحكام الجاهزة، والتي يبدو أن بعض اعداء النظام باتوا يتمتعون بها، وانطبق عليهم قول نيتشه نفسه: "على من يحارب الوحوش الاحتراس من أن يصبح واحداً منهم"، أو قوله الآخر "من ينظر إلى الهاوية كثيراً فإن الهاوية تنظر إليه أيضاً".

لذلك، وليس في سبيل مجاملة الثورة نقول:
أولاً: بما أن الاستاذ صالح توقف عند مبادرة بعض الليبراليين على توقيع البيانات التي تعارض ممارسات الطاغية أو ممارسات القوى الفاشية العنصرية اللبنانية (وبالمناسبة أكثر كلام عنصري شوفيني صدر عن الليبراليين الوزير جبران باسيل والنائبة "تأنيث للموقع دون المعنى الآخر في العربية أي المصيبة، علماً انها كذلك" نايلة تويني وهي عدوة للنظام السوري "كما تقول")، يتوجب علينا أن نذكره بأن أول من أقام تحركاً في بيروت ضد ممارسات النظام القمعي المجرم هم مجموعة من الشباب اليساري، والذين تنادوا الى الاعتصام امام السفارة السورية في بيروت، وتعرضوا يومها لأشرس هجوم يتعرض إليه أي لبناني ضد النظام السوري، ووقع يومها العديد من الجرحى وبعضهم كانت اصابته خطرة، فلم تقف الأمور عند هذا الحد إذ لم تتوان بعض الاجهزة الأمنية عن تتبعنا في الاحياء والشوارع وصولاً الى بيوتنا.

ثانياً: يا ليت الاستاذ صالح يراجع الأسماء ليعرف أن عدداً كبيراً من موقعي البيانات التي يحيل إليها هم من الناشطين اليساريين والذين وقفوا إلى جانب الثورة منذ يومها الاول، وتعرضوا في مظاهرات حملة اسقاط النظام الطائفي، وغيرها، الى اشرس الهجمات التي وصلت لحد الضرب، بسبب حمل يافطات داعمة للثورة السورية الى جانب يافطات دعم الثورات المصرية والتونسية والبحرينية واليمنية والليبية.

ثالثاً: يبدو أن السيد صالح ينسى، او لعله لا يعلم، أن أول حملة للمساهمة في دعم الشعب السوري اللاجئ الى الاراضي اللبنانية كانت عبر مجموعة يسارية داعمة للثورة السورية، ومن بينهم بعض الأصدقاء من الحزب الشيوعي نفسه (وبتعارض مع توجهات القيادة إلى حد كبير)، وبعضهم فتح منزله ليأوي ما يستطيع من الأشقاء السوريين، بعد أن رفض أولئك الاصدقاء الطريقة التي يتعامل بها البعض مع هذا الامر.

رابعاً: لا نعلّق على كلمة الممانعين التي وردت في الجملة الاخيرة، لأن الامر لا يعنينا. بل ومن المعروف جيداً أن عدداً كبيراً من اليساريين اللبنانيين يدعمون كافة الثورات العربية (ومنها السورية) ويعرفون مدى كذب ونفاق وعقم الخطاب "الممانع"، أو الذي يدّعي مناهضة ومقاومة العدو الاسرائيلي بالعلن وهو يقف إلى جانب الأنظمة القمعية العربية التي تصب في خانة هذا العدو إن بشكل مباشر أو غير مباشر، متناسين أن تحرير فلسطين لا يمكن أن يأتي إلا من شعوب حرة، ومتناسين أيضاً ان حرية الشعوب لا يمكن تتجزأ. لكن ما يلفت النظر هو مصطلح اليساريين الذي استُخدم، وكأنه يرى الى العناوين ويقصف خبط عشواء دون التريث أو التمهل قليلاً علّه يصيب من يدعم الثورة السورية من الداخل. وعليه، لا نعلم هذا القنص المقصود على اليساريين، لدرجة الذهاب إلى الاعتقاد بأن من يقوله شخص له ميول يمينية او ليبرالية، او لعله كذلك.

لكن لا يا عزيزي، اخطأت كثيراً في التوصيف، أخطأت لدرجة كبيرة عندما اطلقت الرصاص بشكل عشوائي، واعتمدت منطق نظام البعث نفسه (وأي طاغية آخر، لاسيما الرئيس الاميركي الذي وضع المعادلة الاشهر إما معي أو مع الإرهاب)، مميزاً بين متبنٍ لخطابك وبين عدو غير متبنٍ لهذا الخطاب. لا بل أخطأت عندما استهدفت التسمية، إذ بات هذا الكلام وكأنه رفع لخطاب بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة المدعومة من النظامين السعودي والقطري، الذين لا يتوانون عن ترديد شعارات إسلامية ضد كل من ليس "سنياً" بحجة أن أغلبية الثوار هم من هذه الطائفة (كما وجملتك التي تظهر وكأن كل من اليساريين اللبنانيين مع النظام)، فبات الامر وكأنه دعوة لحرب أهلية وتطهير عرقي لكل سوري مختلف دينياً وطائفياً، متناسين أن النظام اضطهد وأساء إلى هؤلاء كما أساء إلى جميع الشرائح (الفقيرة والمضطهدة) الأخرى.

أخطأت، لا بل أسأت للثورة السورية العظيمة في هذا الخطاب، وهذا التوجه، وأخطأت كثيراً في هذا التوصيف، وبيّنت بما لا يقبل الشك، كيف أن الثورة السورية تعرّي الكثير الكثير...

عاشت ثورة الشعب السوري العظيمة
عاشت سوريا حرة أبية
بيروت في 14\1\

Partager cet article
Repost0

commentaires