Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
24 octobre 2012 3 24 /10 /octobre /2012 10:56

 





 

"الغارديان" تتناول الصمت البريطاني حيال الثورة السورية إعلامياً وشعبياً وأدبياً


 
2012-10-21
 
 
 
يتناول التقرير الذي نشرته "الغارديان" حال المؤسسات البريطانية الإعلامية والأدبية والمدنية حيال الثورة السورية وكيف التزمت الصمت حيال ما يجري في من فظائع، و تقارب الصحيفة ما جرى في عدوان غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي منذ 4 سنوات بما يجري الآن في سوريا من ناحية التفاعل والمشاركة مذّكرة كيف هٌرع البريطانيون حينها لمناصرة الشعب الفلسطيني ولكنهم صامتون الآن عما يجري للشعب السوري.
كما تطرح الصحيفة سؤالاً كبيرا "لماذا ندين اسرائيل على قتلها للعرب ونصمت عن قتل النظام السوري لشعبه"؟
ضمن هذا السياق شنت (الغارديان) هجوماً حاداً على البريطانيين لصمتهم عن مناصرة الثورة السورية على كل الأصعدة الإنسانية والإعلامية والأدبية والشعبية بحسب ترجمة لـ"زمان الوصل"، واتهمتهم بالتغافل عما يجري في سوريا من قمع ووحشية وسقوط يومي لعشرات الضحايا على يد النظام السوري، وتشبّه الصحيفة ممارسات النظام بما فعلته اسرائيل في عدوانها الغاشم على قطاع غزة عام 2008، و ما خلفته من قتل وتدمير، غير أن الأسد لا يدينه أحد أو يتكلم عن مجازره وممارساته، بينما لاقت اسرائيل آنذاك تنديداً وغضباً أوروبيا على الصعيد الحكومي والشعبي، حسب الصحيفة. 
وتستهجن إحدى كبريات الصحف الانكليزية كيف كانت أخبار غزة تحتل شاشات التلفزة وعناوين الصحف، بينما الآن لا يوجد أي تضامن مع الشعب السوري الذي قدم أكثر من 30 ألف شهيد حتى الآن.
وتنشر الغارديان في مطلع صفحتها صورة مقاتل من الجيش السوري الحر يحمل طفلاً رضيعاً بدا أنه الناجي الوحيد من عائلته بعد سٌوّي بيته بالأرض بفعل قصف قوات النظام.
وتقول الصحيفة أن لا أمل بتدخل عسكري على غرار السيناريو الليبي لاسيما بعد مرور عام على مقتل القذافي،فرغمِ كل الدماء لا تزال تصريحات المسؤولين الغربيين والأمريكيين تتحدث عن حل غير عسكري، حتى أن المرشح الرئاسي وأحد صقور الحزب الجمهوري "ميت رومني" لم يعد بخيار عسكري شبيه للخيار الليبي، وإنما اكتفى عبر مناظراته باقتراح تقديم الدعم العسكري للجيش الحر لينهي هو المعركة.
وتعزو الغارديان الصمت الدولي لعدم وجود نية حقيقة للضغط على النظام السوري سواء في بريطانيا أو في الدول الأخرى، وتقول بأن الصمت الأوروبي رافقته حالة من الطرش، حيث يصم الغرب آذانه عن كل استغاثات الشعب السوري منذ 19 شهراً لإيقاف آلة القمع الدموية التي يقودها النظام السوري بكل عتاده العسكري من طائرات حربية ومدفعية تدك الأحياء السكنية والمدن، فضلاً عن اعتقال وتعذيب المواطنين لاسيما الاطفال.
ويعي الشعب السوري تخاذل المجتمع الغربي، هم يعيشون حالة من الضجر والحذر في آن واحد بانتظار حل يوقف سيل الدماء ولكن ذلك يبدو مستحيلا، فهم لا ينادون بحل عسكري فوري على غرار أفغانستان أو ليبيا أو العراق، ولكنهم يتطلعون إلى دور دولي فاعل يحمي أرواحهم.
ويستغرب كاتب المقال ضعف الضغط الشعبي على الرئيس الأسد لا سيما من مناصريه، و يقصد الطائفة العلوية التي تبدو على النقيض بمساندتها النظام في ذبحه المتواصل للسوريين في دمشق وحمص وحلب.
االشارع البريطاني يتجاهل الدم السوري
وتستغرب الغارديان عدم وجود اعتصامات كبيرة أمام السفارة السورية في لندن على الصعيد المجتمع المدني البريطاني، في إشارة إلى ضعف مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات ومبادرات إنسانية، كما أن الأحداث الدموية في سوريا نادرة الظهور على صفحات المواقع الإنكليزية أو شاشات التلفزة حتى أن المجازر المروعة كمجزرة "داريا" التي ذهب ضحيتها ما يزيد عن/400/ شهيد في آب الماضي كان أثرها سريع الزوال. 
والمستغرب أيضا عدم تأسيس أي لجنة للطوارئ والكوارث لدعم الشعب السوري. كما أن مؤتمر حزب العمال وعلى هامس نقاشاته الكثيرة تناول مواضيع عديدة من عادات الإنفاق في سن المراهقة إلى الحيوانات الأليفة،لكنه لم يفرِّغ جلسة واحدة لما يجري في سوريا والمثير للسخرية أن هذا الحزب يطلق على نفسه صفة الأممية.
ولم يسبق أن اعتدنا هذا المعدل الكبير من الخسائر في الأرواح البرئية في منطقة الشرق الأوسط - تقول الصحيفة - منذ أربع سنوات كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بحجة القضاء على صواريخ "حماس"، حينها سقط نحو /1400/ شهيد فلسطيني، ولعدة أسابيع كانت أخبار القطاع تتصدر الصحف و نشرات الأخبار التلفزيونية والإذاعية ليس فقط في بريطانيا وإنما في العالم أجمع، رافق ذلك مظاهرات عديدة منددة بما جرى، كما تم إنشاء صندوق لإغاثة أهالي القطاع تم الإعلان عنه في كل وسائل إعلام العالم باستثناء هيئة الإذاعة البريطانية الشهيرة /BBC/. 
ولكن اليوم لايوجد التفاعل الإعلامي والإنساني ذاته مع الشعب السوري، حتى أن ائتلاف "أوقفوا الحرب" الذي جمع آلاف المتظاهرين حينها في وسط لندن لم يفعل الآن شيئاً.وعلى نقيض ذلك كل البيانات التي صدرت كانت ضد التدخل الغربي في سوريا، كما أنها ترفض بأدب إدانة الحرب الوحشية التي يشنها الأسد على شعبه، تقول الصحيفة.
حتى الأدب البريطاني خذل الثورة السورية
وتتطرق الغارديان إلى موقف الأدباء البريطانيين من الثورة السورية وتذكر الأديبة البريطانية /كاريل تشرشل/ على سبيل المثال، والتي كتبت مسرحية عام 2009 قامت خلالها بسبر النفس اليهودية ومقدرتها على ارتكاب كل تلك الفظائع بالشعب الفلسطيني.
وتقول الصحيفة لماذا لم تكتب /تشرشل/ مسرحية جديدة عن سبعة أطفال سوريين يحاولون فهم عقلية "الشعب العلوي" التي تجعله قادرا على ارتكاب كل تلك المجازر والوحشية بنفس الطريقة التي كتبت فيها من قبل.
وكما تضرب الصحيفة مثالاً آخر عن الشاعر /توم بولين/ وكيف عجز الذبح اليومي للشعب السوري عن إثارة مشاعره ليكتب معاناته في قصيدة، ليبدو جليا أن الدم السوري للأسف لم يحرك ساكنا عند الأدباء البريطانيين ولم يكتب بحقه حتى مادة أدبية واحدة وفقاً للغارديان.
وكانت الكلمات الصادمة والمثيرة للاستهجان التي صرح بها الصحفي البريطاني روبرت فيسك، والتي كانت سيئة جدا عندما قال:" نحن – الغرب- نطالب بالعدالة وحق الحياة للعرب فقط إذا ذبحوا على أيدينا أو على يد حلفاء اسرائيل ولكن ليس عندما يذبحون بأيدي بعضهم البعض" مشيرا فيسك حينها أن كلماته ليست دفاعاً عن اسرائيل.
ولكن الكثيرين يدحضون هذا التفسير والمشكلة عند بعض البريطانيين في فهم ما يجري في سوريا، فمنهم من يقول أن سبب السكون الشعبي ومعه اليسار الرافض للحرب، أن ما يجري في سوريا هو حرب أهلية، وبالتالي من الصعوبة التمييز بين (الأشرار والأخيار)، وهذا أمر غير صحيح، والملفت للنظر أن الشعب البريطاني لم يقل عن المنظمات غير الحكومية التي جمعت التبرعات المالية خلال حرب كوسوفو، بأن ما يجري هناك شبه صراع داخلي في البلقان على غرار ما يقول عن سوريا.
وعلى الرغم من الحرب القائمة في سوريا منذ عدة أشهر لا يستطيع أحد إنكار التظاهرات السلمية التي قابلها النظام السوري بعنف ودموية وأن الآلاف من السلميين قتلوا بدم بارد، وهذا ما يجب أن يستوعبه البريطانيون.
ويزعم البعض أن أحداث غزة كانت عبارة عن شهر مكثف من الدموية وبالتالي حصدت كل ذلك الغضب والتعاطف الدولي خاصة البريطاني.
 غير أن الأحداث السورية قاربت العامين وهي أشبه بقصة رعب بالتنقيط، أحداث متتالية وكل حدث أخطر وأشد رعبا من الذي قبله، ولكن ذلك لايبررالصمت وسط معدلات الموت المتصاعدة يوميا التي تجعلنا عاجزين عن الكلام إذا ما قلنا أن يوماً واحداً قد يسقط فيه/400/ شهيد كما حدث في مجزرة داريا، تختم الصحيفة.


زمان الوصل - خاص


Partager cet article
Repost0

commentaires