Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
7 avril 2012 6 07 /04 /avril /2012 22:32

بنكيران ، قفاز الاستبداد و الاستغلال إلى زوال


السبت 7 نيسان (أبريل) 2012

المناضل-ة

بالتدريج تتضح أمام أعين ملايين المغاربة حقيقة دور الحزب المستعمل من طرف الملكية حزبا رئيسا في حكومة الواجهة.

فالاختيارات الاقتصادية-الاجتماعية الكبرى، اختيارات التبعية للاتحاد الأوربي، التي ينتفع منها الرأسمال الأجنبي و ربيه المحلي، و تؤدي ثمنها الجماهير الكادحة بؤسا و جوعا و مرضا وجهلا، تظل سارية المفعول. أبشع صورها الاجتماعية ما تطبل له وسائل الكذب الرسمية من مساعدة طبية للمعوزين، ليست غير معاملة قسم من المغاربة كمواطنين من الدرجة الثالثة.

ويستمر فرط استغلال الشغيلة بفرض أجور بؤس و ظروف عمل ُمهلكة، و بتضخيم جيش المعطلين المقهور. وُتشن أكبر حملة تخريب بيوت الفقراء باسم "محاربة البناء العشوائي"، و ُيترك ملايين فقراء القرويين لمصيرهم الكارثي ليس بفعل الجفاف بل بسبب تسخير ثروات البلد، برا و بحرا، لأقلية نهابة. أقلية تغدق عليها الامتيازات من كل نوع بذريعة " تشجيع القطاع الخاص لزيادة فرص العمل"، وما شابه من أضاليل لتسويغ جرائم إنزال النكبة بالسواد الأعظم من الشعب.

و لأن المقهورين يرفضون استمرار هذه السياسة البرجوازية، أيا كانت قفازات تنفيذها، يشتد القمع بالتدخل العنيف ضد النضالات العمالية و الشعبية، ويُنكل شر تنكيل بالمعطلين، و يُـضيق الخناق على القوى المستقلة عن الدولة ، جمعيات و قوى سياسية، و تـُـكمم الأفواه، و بسن قوانين قاتلة للحريات، منها من سيحمل توقيع بنكيران مثل قانون الإضراب، وقانون النقابات.

يغتر الحاكمون بخُدعهم، و بتباطؤ دينامية الكفاح، لا سيما حركة 20 فبراير، فيسارعون الى تصعيد الهجوم وتعميقه. لكن، لم يجد في واقع الكادحين ما يثنيهم عن مواصلة الكفاح، فمطالب حركة 20 فبراير و كل حركات الاحتجاج التي هزت المغرب لم تتحقق. و بعد شوط دام شهورا، تستوعب الجماهير دروس كفاحاتها، و تستعيد أنفاسها في أفق أشواط أشد ضراوة. فالتطلعات التي أيقظتها السيرورات الثورية بمنطقتنا وحفزتها لن تبطلها لا الوعود و لا الهراوة. لقد دخل المغرب حقبة جديدة من تاريخه. سيتغير المغرب، و لا مهلة للنظام سوى في استمرار ضعف الكادحين تنظيميا. هذا الضعف المجسد في سطوة البيروقراطيات على منظمات النضال النقابي، و انعدام تنظيم فئات كادحة عريضة، و تأخر تبلور طليعة سياسية ثورية، حاملة لمشروع بديل جذري ذي مصداقية.

جيل جديد، من أكثر الفئات المقهورة تنوعا، غير مثقل بهزائم الماضي و إحباطاته، تدفق إلى ساحة الكفاح، و سيبني تجاربه و أدوات نضاله، و سيسير نحو أهدافه. قد يقتضي الأمر وقتا، لكنه حتمي.

وبقدر نهوض الثوريين بمسؤولياتهم، في تنظيم النضالات و توحيدها و تسييرها ديمقراطيا، ستقتصد حركة النضال الجماهيري جهد المراكمة، و تضمن السير في الوجهة الصائبة.

أقنعة الاستبداد تتساقط واحدة تلو الأخرى، و سيلتحق بنكيران بعبد الرحمان اليوسفي، و يزداد هامش المناورة ضيقا، وتتسع ساحة مواجهة الاستبداد و الاستغلال. الشرط الموضوعي يزداد ملائمة، و الشرط الذاتي يتحسن على نحو نوعي قياسا بعقود مضت.

إن مفتاح تغيير الوضع كامن في تغيير اليسار الجذري لذاته، بالتخلص من العصبويات، ومد جسور التعاون و العمل المشترك، ومطابقة الفعل للقول. و من يعاكس هذا التوجه سيفوته قطاع الثورة لا محالة. المناضل-ة

المناضل-ة عدد 41

Partager cet article
Repost0

commentaires